الانتخابات المصرية، النظام والاخوان مكانك راوح
خلل منهجي مزمن يعيشه “الاخوان المسلمين” صحيح لقد كانت الانتخابات المصرية كارثية بمجملها، حيث سبقتها انتقادات شديدة طالت القانون، وشهدت حملات مقاطعة واسعة ورافقها نسبة استنكاف غير مسبوقة، إلا أن ” الأخوان ” ، تعاملوا مع الموضوع كالعادة، بكثير من الخفة والرعونة!
لم يذهب الأخوان لتحليل الظاهرة وفهم خلفياتها وأبعادها الاجتماعية والسياسية ومدى تأثيرها على مصر والشعب المصري، وحجم الضرر الوطني الواقع من هكذا انتخابات، كل هذا لا يهم الأخوان، ولا يروا في الصورة إلا مناكفة السيسي (وهو بالمناسبة يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن هذا الخراب السياسي والاقتصادي في مصر) !
فقد جاءت نسبة المشاركة متدنية جداً، وهذا يعكس إحباطاً وحركة شعبية مجتمعية احتجاجية كامنة في ظل أزمة اقتصادية خانقة وشبهات فساد، وتراجع مرعب في مستوى حياة الناس، وارتفاع حاد في نسب البطالة والفقر، وانسداد سياسي كامل، في ظل هيمنة نظام استبدادي هجين، يتعامل مع الانتخابات كمناورة سياسية محسوبة يتحكم بنتائجها ويرسم مخرجاتها.
الذهنية الأحادية الثأرية عند الأخوان تشمت وتتندر بمصر، غير عابئة بمصير هذا الشعب العروبي الرائع ولا كيف يمكننا إخراج البلد من أزماته المركبة، المهم عند الاخوان الانتقام من السيسي والاتيان بمرسي!
يتناسى الاخوان بأنهم احتكروا السلطة لمدة عام، خلطوا خلاله بين شرعية الحكم وتطبيق الشريعة، وأنهم هم أنفسهم من أسهم في إجهاض أهداف ثورة يونيو، وأضافوا مداميك جديدة في بناء النظام السلطوي، وينكر الاخوان بأنهم بعد أن وصلوا إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع انقلبوا حتى على هذا النذر القليل من الديمقراطية، وقدموا الاعتبارات الفئوية التنظيمية على المصالح الوطنية العليا، وفوق ذلك أعادوا ترميم نفس نظام مبارك الراسمالي المشوه بعد أن خلعوا ربطات العنق، وأطلقوا لحى حلفائهم الرأسماليين، وما زال الاخوان ينكرون بأن من طردهم من السلطة هي هبة شعبية عارمة، ركب العسكر أكتافها.
هذه الانتخابات الرديئة، لن تساعد على ترميم النظام الاستبدادي الهجين في مصر، والظاهر بأنها أيضا لن تساعد في دفع الاخوان لاجراء مراجعة موضوعية جريئة واعية لمواقفهم، فهم الآن يرفضون حتى إدانة الارهاب الذي يضرب بلادهم في أكثر من مكان فكيف بهم مع قضايا أكثر تعقيداً !؟.