الاتجاه “التوتيري” داخل الدولة الأردنية
أن تمنع الجهاتُ المختصة حفلاً لإحياء ذكرى استشهاد الزعيم الفلسطيني أبو علي مصطفى، فذلك أمر فيه أخذ وردّ، وَفقاً لحسابات العقل السياسي الأمني الأردني الذي يعمل بطريقة البورصة، فلا تعرف له استقراراً أو ثباتاً.
أما أن ينبري مَن يُشهّر بالشهيد أبو علي مصطفى قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ووارث الراية من الزعيم الخالد جورج حبش، فهذا أمر يعبّر عن انحطاط بالغ في الوعي والذوق والأخلاق، كما يعبّر عن جهل فاحش، لاسيما عندما يُخلط الزيت بالماء فيصير أبو علي مصطفى مشابهاً للزرقاوي، وتصير محاربة الاحتلال الصهيوني مرادفاً لاغتيال المدنيين الآمنين وترويع القيم الإنسانية، كما يفعل تنظيم “القاعدة” الإرهابي ومولوده الشيطاني المسخ “داعش”.
لا يعلم الذين حاولوا قتل أبو علي مصطفى مرة أخرى أنّ الشهيد طرّز بدمائه أرض المشرق كلها بعد أن اغتاله صاروخ إسرائيلي وهو في مكتبه برام الله، يخطط لمقاومة إسرائيل، والردّ على جرائم الاحتلال بطريقة موجعة.
لا يأتي منع إحياء ذكرى استشهاد الزعيم الفلسطيني في إطار اجتهاد شخصي، فثمة اتجاه توتيريّ تمارسه، ببهلوانية سمجة، تيارات الشدّ العكسي التي تتغذى على الفتن، وإخراج الملفات المغبرّة من خزانة الماضي، والحكم على الحاضر والمستقبل بأثر رجعي. وينسى هؤلاء أنّ الخزانة إياها مليئة بملفات أخرى لن يسلم من غبارها أحد!