الأمين العام د. سعيد ذياب في مقابلة مع البوصلة حول تشجيع العمل الحزبي في الجامعات: “خيطك مربوط بكفي”
استهجن الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب ما تمارسه الحكومة من الكيل بمكيالين بل بمكاييل عبر السماح لبعض الأحزب الجديدة بإقامة أنشطة حزبية داخل الجامعات في الوقت الذي تمنع باقي الأحزاب ومنتسبوها من طلاب الجامعات من ذلك، ساخرًا في الوقت ذاته من سعي الحكومة الحميم للسيطرة على الأنشطة الطلابية الحزبية داخل الجامعات بذريعة “تنظيم العمل الحزبي داخل الجامعات” الذي تنطبق عليه كلمات الأغنية الشعبية: “خيطك مربوط بكفي”.
وقال ذياب في تصريحاته لـ “البوصلة“: حتى الآن كل المسيرة التي يقولون إنها مسيرة إصلاح، كانت تتسم بالكيل بمكيالين، إذا لم يكن بأكثر من ذلك، ولم تكن في يومٍ من الأيام عادلة ومنصفة في التعامل مع الأحزاب.
ولفت إلى أنّ “هذا الكيل غير العادل تعمّق أكثر فأكثر ما بعد قانون تحديث الحياة السياسية والحزبية في البلاد”.
وأضاف، بالتالي بدأنا نشهد وكأنّ هناك من التحضير المبرمج والمرتب لبعض أحزاب لكي تأخذ مكانتها في السلطة التنفيذية في المستقبل ما بعد الانتخابات.
واستدرك ذياب بالقول: في المقابل، نشهد تقييدًا وتضيقاً على الأحزاب الأخرى لا لشيء إلا لأنّ هذه الأحزاب تتنافض في الرؤية وفي البرنامج مع رؤية وبرنامج السلطة التنفيذية.
وأوضح: “لو سألتني هل أتيح لنا كحزب فرصة للتواصل مع الطلاب في الجامعات، فسأقول لا، وعلى العكس بعض رفاقنا من طلاب الجامعات يتمّ التضييق عليهم بالنشاطات الطلابية، لأنّ هذه النشاطات تتسم ببعد وطني وقومي”.
وتابع ذياب، “النقطة الأخرى، أنا لا أذكر أنّني شاركت بنشاط في الجامعات إلا مرة واحدة في الجامعة الأردنية وتحدثنا فيه عن قانون الانتخاب، وهذا كان من فترةٍ طويلةٍ سابقة”.
تكييف المشهد وفقًا للرؤية الرسمية
وقال ذياب: عمومًا، الموقف الحكومي واضح جدًا فهو يريد أن يكيف ويصنع نوعًا معينًا من الأحزاب التي تتماشى وتسير وفقاً للرؤية الرسمية لا أكثر ولا أقل.
وأشار إلى أنّ “هذا في التصنيف السياسي كما يقولون، أنّ الأنظمة قد تلجأ أحيانًا إلى نوع من السماح لأحزاب شكلية، ولإعلام شكلي، ولسلطة تشريعية مفرغة من مضمونها، وهذا الذي يسمّى في التصنيف السياسية، الأنظمة السلطوية المستترة”.
وأوضح بالقول: “بمعنى هي غير ظاهرة للعيان، ولكنّها تظهر وكأنّ هناك كل أدوات الدولة الديمقراطية لكنّها في الجوهر تفتقر للقيم الديمقراطية التي تتمثل بالحرية والعدالة والتعددية الحقيقية والمساواة”.
وتابع ذياب حديثه: بالتالي نحن أمام صورة مشوهة ومتناقضة في الجوهر مع الديمقراطية.
وعبر عن أسفه الشديد من أنّ “التشجيع على العمل الحزبي في الجامعات لو دققنا فيها وكما تحدثنا سابقًا، هو تحكم في النشاط الطلابي ولكنه تحت شعار القانون، فالسلطات المطلقة التي منحها القانون لعميد شؤون الطلبة، يكشف زيف هذه المقولة، لأنّه هو الذي يتحكم في النشاط بوقته ومضمونه والسماح أو عدم السماح له”.
وختم حديثه لـ “البوصلة” بالسخرية من مزاعم الحكومة تشجيع العمل الحزبي داخل الجامعات قائلا: “هم جعلوا من عميد شؤون الطلبة حاكمًا إداريًا للجامعة ونشاطاتها الطلابية، بالتالي كله كما يقولون كل شيء (أندر كونترول) أو كما تقول الأغنية الشعبية: خيطك مربوط بكفي”.