الأحذية الثقيلة والديمقراطية / د. وليد عبد الحي
هل هناك علاقة بين هشاشة الديمقراطية أو غيابها في دولة معينة وبين ” مؤشر العسكرة” ؟ فالعسكرة تعني في دلالتها الاستراتيجية تغليب أمن النظام السياسي على أمن المجتمع وأمن الدولة وذلك بتكييف القدرات الاقتصادية قسرا لصالح الانفاق العسكري مما يؤثر على مستوى الرفاه العام والحريات العامة ، فكلما كان مؤشر العسكرة أعلى كان الفضاء الديمقراطي أكثر ضيقا.
ولكن ما هو مؤشر العسكرة (Militarization index) ؟ انه يعني العلاقة بين المجتمع من ناحية والمؤسسة العسكرية من ناحية أخرى، ويتم قياس ذلك استنادا الى عدد من المؤشرات هي:
أ- نصيب الانفاق العسكري من اجمالي الناتج المحلي للدولة
ب- مقارنة نسبة الانفاق العسكري في الدولة مع نسبة الانفاق على القطاع الصحي
ج- مقارنة نسبة العسكريين الى عدد السكان مع نسبة الاطباء من اجمالي عدد السكان
د- نسبة الاسلحة الثقيلة( الطائرات والدبابات والمدافع والقوات البحرية ..الخ) قياسا لعدد السكان.
ويفترض النموذج ان الدولة التي يصل مجموع نقاطها الى الف(1000) تكون هي الاعلى في مقياس العسكرة، وعند قياس معامل الارتباط بين “معدل الدمقرطة” و ” ومعدل العسكرة” كانت النتيجة ترابطا عكسيا يصل الى حوالي (0,729)،أي ان علاقة الترابط شديدة.
وعند الانتقال الى العالم العربي لا بد من تسجيل الملاحظات التالية:
1- انخفض معدل الانفاق العالمي قياسا لاجمالي الناتج المحلي على الدفاع من 6% عام 1960 إلى 2,2% عام 2016، بينما ارتفع معدل الانفاق العربي الى 6,2% أي ان الانفاق العربي يفوق ب: 282% عن معدل الانفاق العالمي.
2- في مؤشرات العسكرة الأخرى تظهر لنا النتائج التالية:
أ- تحتل الاردن المرتبة الخامسة عالميا والأولى عربيا بمعدل 808 من الف
ب- هناك عشر دول عربية ضمن أعلى 26 دولة في العالم في مؤشر العسكرة ، أي ان العرب يمثلون 38.5% من مجموعة العسكرة الأولى عالميا.
ج- كل الدول العربية تقع فوق مؤشر 500 وأقلها تونس 574
3- عند مقارنة مؤشر الديمقراطية في العالم العربي نجد ان 14 دولة عربية تقع بين 3.87 من عشرة و 1.43
ذلك يعني أن العرب يحتلون المراتب الأولى في الأحذية الثقيلة ويجلسون في ذيل القائمة في الديمقراطية…والغريب ان الانفاق العسكري العربي يتزايد بعد الصلح مع اسرائيل…؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟