نداؤنا

استهداف ترامب للقدس

يوم الأربعاء 6/12/2017 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب له في البيت الأبيض، اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ووقع قراراً بنقل السفارة الأمريكية للقدس.

جاء هذا الإعلان بصورة لا تخلو من الاستكبار والعنصرية التي تتسم بها الإدارة الأمريكية.

إذا كان ترامب قد حاول استثمار هذا القرار للتخفيف مما يواجهه من أزمات فإنه في حقيقة الأمر كان يعكس حجم التوافق بين مواقفه اليمينية والعنصرية مع اليمين الصهيوني والعنصري.

إن هذا القرار بقدر ما فيه من استهداف للكرامة العربية فإنه يشكل إدانة واضحة لنهج التسوية والرهان من قبل السلطة الفلسطينية على موقف أمريكي كوسيط نزيه ومحايد.

فقد نجح ترامب في استثمار المسار السياسي الكارثي لــ”أوسلو”، وما رافقه من تنازلات مست مرتكزات الحقوق الفلسطيني.، كذلك فإننا نرى هذه الخطوة ارتبطت بتقارب سعودي أمريكي تحت عنوان “مواجهة إيران”، الأمر الذي يقودنا للاعتقاد بأنه لولا التواطؤ الرسمي العربي والقبول الضمني الذي أبداه البعض للتوجه الأمريكي ما كان لهذا القرار أن يشق طريقه بهذه السهولة.

لقد كشف هذا الموقف حجم التوافق الإستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” وحجم العداء والتنكر للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

إنها القدس أصل الحكاية ونقطة البداية هي العصب الذي لا يعرف ترامب أن ملامسته كفيل بإشعال المنطقة وأن المساس بها تشكل نقطة اليقظة والنهوض للأمة العربية. إن ما نشاهده من مسيرات جماهيرية حاشدة ملأت الشوارع العربية وشوارع الدول الإسلامية والعالمية هي في حقيقتها الرد على قرار ترامب، والدليل على ما تمثله القدس من مكانة لدى هذه الشعوب.

إن التنديد الذي تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية بقرارها هذا من شعوب العالم ومن قبل (14) دولة في مجلس الأمن، واعتبارهم ذلك انتهاكاً للشرعية الدولية والقانون الدولي، يكشف حجم العزلة التي تعيشها الإدارة الأمريكية نتيجة هذا القرار.

بقدر ما حاول الرئيس الأمريكي بهذا القرار إرضاء قاعدته الانتخابية اليمينية العنصرية فإننا نعتقد أنه سارع في هذا القرار، وذلك قبل أن تمتد مفاعيل الانتصارات التي تحققها قوى المقاومة والممانعة وقبل أن تتعافى منطقتنا العربية من الاحتراب الداخلي الذي يشبه الإنتحار الجماعي.

هذا الحال الذي لعبت أمريكيا والغرب عموماً والقوى الرجعية العربية إلى دفع المنطقة إلى هذا الاحتراب ودفعت مليارات الدولارات لهذا الغرض.

من المؤكد أن هذا القرار سيقود إلى مواجهة مفتوحة مع العدو الصهيوني، بحيث يتوافق الفعل الجماهيري في فلسطين مع الحراك الشعبي العربي من أجل وقف التطبيع وكل أشكال العلاقات مع هذا الكيان العنصري.

إن القضية الفلسطينية تعيش لحظة فارقة من الضروري أنتقود إلى بلورة قناعة لعدم وجود فائدة لمتابعة مهزلة ما يسمى “عملية السلام” وتقود إلى وحدة وطنية وعمل شعبي مدروس للشروع بإنتفاضة شعبية شاملة نحو الحرية والإستقلال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى