ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية: لا .. لانخراط الأردن في الحلف الأمريكي الصهيوني
تصريح صحفي صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية
توقف ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في اجتماعه الدوري الذي عقده في مقر حزب الوحدة الشعبية، أمام المستجدات على الصعيدين المحلي والاقليمي وخلص الى التالي:
_ على الصعيد الإقليمي:
يعلن الائتلاف رفضه زج الأردن في سياسات الأحلاف التي دعت لها الإدارة الأمريكية بإقامة حلف عسكري عربي مع الكيان الصهيوني والذي سيتم الإعلان عنه خلال زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة الشهر المقبل وستكون وظيفته الرئيسية حماية الكيان الصهيوني، وهو ما نرى فيه تطبيقاً عملياً لما دعى له شمعون بيرس في كتابه عام 1994 حول مشروع الشرق الاوسط الجديد، الذي يكون فيه الكيان الصهيوني المحور وبفلكه تدور الدول العربية التي توافق على الانخراط في هذا الحلف، وتهديداً مباشراً للمصالح الوطنية العليا للدولة الأردنية، ومحاولة لرهن مقدرات المنطقة والأقطار العربية التي ستشارك في هذا الحلف لتكون تابعة للسياسات العدوانية للولايات المتحدة وحليفها العدو الصهيوني، ومحاولة لحرف مؤشر الصراع باتجاه خلق أعداء وهميين في الاقليم.
إن شعبنا العربي الأردني الملتصق بقضايا إمته العربية، وناضل مبكراً ضد الغزوة الصهيونية، وأسقط المعاهدة الأردنية البريطانية وأسقط حلف بغداد، واصطف في الخندق المعادي لأمريكا في بداية التسعينات، لم ولن يكون يوماً مع سياسة الأحلاف والمحاور مع العدو الصهيوني وما زال يرى في الكيان الصهيوني خنجراً توسعياً يستهدف الأردن والأمة العربية كما يستهدف فلسطين، ويرفض الانخراط في تحالف لن يكون الا في خدمة المشروع الصهيوأمريكي على حساب الأمة العربية وتحديداً الشعب العربي الفلسطيني الذي يقدم يومياً خيرة ابنائه شهداء وآسرى وجرحى في مواجهة الكيان الصهيوني الساعي لمزيد من الاستيطان وتهويد القدس وعدم الاعتراف بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه وعودة اللاجئين الفلسطنين الى ديارهم التي هجروا منها.
وأكد الائتلاف أنه ورغم انهيار منظومة الأمن القومي العربي وهرولة العديد من الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، سيبقى موقف شعبنا ثابتاً برفض كل المعاهدات والاتفاقيات مع الكيان الصهيوني وكل أشكال التطبيع معه، وسيبقى شعبنا يناضل من أجل إسقاط كل هذه الاتفاقيات والمعاهدات دفاعاً عن عروبة الأردن وعروبة فلسطين ولن يسمح لكل هذه المشاريع أن تمر.
_ على الصعيد المحلي
يسجل الائتلاف قلقله المتنامي من الظواهر الاجتماعية التي بدأت تغزو مجتمعنا، بارتفاع معدل الجريمة وتفشي ظاهرة المخدرات وازدياد نسب المتعثرين مالياً والمطلوبين للتنفيذ القضائي وتحديداً النساء منهم الأكثر تاثراً بتردي الأوضاع الاقتصادية.
إننا في ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية نؤكد أن هذه الظواهر هي انعكاس للنهج السياسي والاقتصادي الذي اتبعته الحكومات خلال السنوات الماضية، والذي تمثل بالاغراق في التبعية والارتهان للمؤسسات المالية الدولية أوصلت البلاد الى مديونية وصلت الى (50) مليار دولار، وبطالة وصلت نسبتها الي (23٪) في آخر تقرير لوزارة العمل، وفقر تجاوز (27٪)، هذا عدا عن تخلي الدولة عن مسؤوليتها اتجاه الحقوق التي كفلها الدستور للمواطنين بالحق في العمل والتعليم والصحة.
إن مانراه من ممارسات حكومية، هو إمعان في ذات النهج الذي أوصل البلاد الى ماهي عليه،
ونحذر من هذه السياسات التي لا ترى مخرجاً لحل الأزمة المركبة التي نعيشها الا بالتطاول على جيب المواطن، من خلال فرض مزيداً من الضرائب ورفع أسعار سلع ارتكازية كالمشتقات النفطية والكهرباء والمياه ورفع العديد من أسعار المواد الغذائية، وتمريرها تحت حجج واهيه دون الاهتمام بمعاناة ملايين الأردنيين الذين يرزحون تحت وطأة سياسات الإفقار الممنهجة التي ترسمها الحكومات، بحيث لم يعد لدى الأغلبية الساحقة من المواطنين القدرة على التحمل مع استمرار الحكومة السير بذات النهج الذي سيقود بالضرورة لنكون أمام ثورة جياع.
وناقش الائتلاف حالة الجمود والاستعصاء السياسي الذي تعيشه البلاد، وأكد على رؤيته بأن جوهر الأزمة التي نعيشها سياسي وسياسي بامتياز وأن حالة التضييق وسياسة التهميش لن تساهم على خروجنا من أزماتنا، وأن المطلوب للخروج من الأزمة هو مغادرة النظرة الأمنية للحياة السياسية ومغادرة حالة الجمود السياسي وإشاعة الحريات العامة والديمقراطية والافراج عن المعتقلين والدخول في حوار وطني مع القوى صاحبة المصلحة في التغيير.
وتوجه الائتلاف بأحر مشاعر العزاء لأهالي الضحايا والتمنيات بالشفاء للمصابين الذين سقطوا في حادثة العقبة المؤلمة، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفعل الذي أصاب كل بيت أردني بألم وحزن شديد.
عمان في 29/6/2022
د.سعيد ذياب
الناطق الرسمي باسم الائتلاف
الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية