إنه التخوث
الليبراليون الذين تغنّوا بدخول الأردن بالتحالف الدولي لقصف داعش في سورية، وتغنُوا بالتدخل الأمريكي وأهميته في مواجهة هذا التنظيم المتطرف، هم أنفسهم من يبكون اليوم ويشتمون التدخل الروسي في سورية – مع ملاحظة أنه وفقاً لمفاهيمهم الليبرالية، فإن الحكومة السورية لا تزال هي الحكومة الشرعية التي تعترف بها الأمم المتحدة، وبالتالي يحق لهذه الحكومة طلب المساعدة من أي دولة أخرى-. الأمر الذي يطرح تساؤلاً: هل داعش التي يقتلها الأمريكان وتحالفهم تختلف عن داعش التي يهاجمها الروس (عيونهم زرق مثلاً).
الاخوان المسلمون فرع سورية طلبوا و”استنجدوا” بالأمريكان لقصف دمشق تحت ذريعة القضاء على النظام السوري، فيما نراهم اليوم يستنكرون ويدينون التدخل الأجنبي في سورية .. على أساس أن الأمريكان أصولهم من دير الزور مثلاً؟؟!!
المعارضة السورية الفندقية التي أشبعتنا ضجيجاً على الفضائيات “الثورجية” وبخاصة العربية والجزيرة في بدايات الأحداث في سورية، هذه المعارضة، ابتداءً من هيثم المالح وانتهاءً بكمال اللبواني، تغنّت واحتفلت بالقصف الصهيوني لمواقع سورية، إلا أنها اعتبرت اليوم القصف الروسي لمواقع التنظيمات المتطرفة عدواناً على بلدهم، وذلك من على قاعدة أن الصهاينة أبناء عمومتنا وأنا وإبن عمي عالغريب؟!!
إنه التخوث يا صديقي.. ألم تسمع بمن يقول لك أن قتل أطفال اليمن عملية بطولية تستحق الإشادة .. فكّر مرتين وجزاك الله خيراً.