إنها الكرك
للكرك.. لقلعتها، لشيوخها.. لشبابها.. لأطفالها.. لسيداتها.. لصباياها، لمسلميها ومسيحييها.. لكل قطرة دم سالت لحماية أرضنا، وحماية الوطن، نقول:
“هذا الوطن للناس وإحنا عزوته
ما يرفع الراس إلا مجده وعزته
والدم ايش الدم لو كان انحبس
وما كان مهره في الحروب ومهرته
***
وردة لكل صغير في أرض الكرك
للشيخ والأم اللي قالت يا ملك
هذي الأرض أعطت وراح تعطي واجت تستقبلك”.
أيتها الكرك… الإرهاب هو الإرهاب لا دين له، يضرب كيفما اتفق، يستبيح المدن، ويقلق راحة الآمنين، ويضعهم دروعا لحمايته، والتطرف هو التطرف، والخوارج هم أنفسهم يعيثون فسادا في كل مكان، يشوهون صورة الدين، ويحرفون سماحته ووسطيته، ينطقون باسم الله، ولكن الله أكبر بريء منهم جميعا وبريء من أفعالهم ووحشيتهم.
لأولئك القتلة الذين يبحثون عن حور عينهم في عواصم العالم ومدنه، الذين حرفوا الحرية والديمقراطية حسب أهوائهم وما تبتغيه أنفسهم، لأولئك الذين خربوا عواصم العرب، وما يزال ديدنهم القتل والترهيب، وجاؤوا إلينا للنيل منا، نقول لهم: طاش سهمكم وارتد لنحركم، فنحن الأردنيين عرفناكم سابقا، وعرفناكم آنيا ورأينا فعلكم في كل شبر نزلتم فيه، ولفظناكم صبح مساء.
فيا أيها الإرهابيون.. عرفناكم في عمان عندما اغتلتم الفرح، وفي إربد عندما استبحتم شوارعها، وفي عين الباشا عندما لوّثتم حرمة رمضان في أول أيام شهرنا الفضيل، وعرفناكم على حدودنا، ورأيناكم على شاشات التلفاز تجزّون الرؤوس وتقتلون الأطفال نحرا، وعايناكم وأنتم تلوثون مياه البحر بدماء الآمنين. تسبون النساء وتبيعونهم كسبايا في أسواق نجاستكم.. اخرجوا من ثنايا وطننا، اسحبوا خلاياكم النائمة من دربنا، فنحن نرفضكم، نحتقر تصرفاتكم، ونكره ما تأتون به من بدع وأفكار، وسنتعامل معكم كما تعاملنا معكم في عمان وإربد وعين الباشا والكرك. شعب واحد، يد واحدة لا تلين، وسنخرجكم من جحوركم كما أخرجناكم سابقا، فنحن عاينّا ما فعلتم حولنا، ورأينا أخباركم وأفكاركم الموتورة.
يا أنتم، يا من تريدون قتل الطفولة، وترويع الناس، يا من تعتدون على أمننا واستقرارنا ووحدتنا، وتريدون تخريب اقتصادنا وسياحتنا ولحمتنا، نقول لكم كفاكم قتلا وترهيبا، كفاكم تجريبا، فنحن طال الزمان أو قصر ستكون عيوننا مفتوحة عليكم، وسنخرجكم من كل جحر تسكنون فيه، ومن كل فكر تستقرون بين ثناياه، فأنتم لا فكر لديكم ولا عقيدة، عقيدتكم التكفير، وسلاحكم القتل، أما نحن فإننا نؤمن أن هذا الأردن لنا وليس لكم، من واجبه علينا حمايته منكم ومن فكركم المشوه القادم الينا من صحراء قاحلة.
ولأننا بطبعنا وحدويون، قوميون، فإننا في الوقت عينه نرفض ما تفعلونه في كل مكان حولنا، نرفض تخريب عواصمنا وترويع أهلها، نرفض أن تتسلقوا الياسمين بغفلة عين وتشبعوها دماء. فيا أنتم؛ نحن نرفضكم بكل أشكالكم سواء كنتم على هيئة “القاعدة” حينا، او على هيئة “داعش” و”النصرة” حينا اخر، فأنتم قتلة تحترفون القتل وتحترفون الاختباء وراء أسمائكم المختلفة.
ولأنها الكرك، ولأنكم كنتم هناك، فإننا اليوم كلنا للكرك، كما كنا كلنا لعمان، وكلنا لإربد، وفي النهاية والبداية فيا أنتم ألم تعرفوا حتى اليوم أننا كلنا الأردن، ولن نسمح لكم النيل من أمنه واستقراره ووحدته وصموده؟
اما للبواسل الشهداء الذين دفعوا حياتهم لحماية أردننا من كل غدر، ومن كل إرهاب، فإننا نعاهدهم إن نبقى موحدين في وجه الإرهاب، وفي وجه الغدر، وأن تبقى عيوننا مفتوحة لحماية دولتنا من كل سوء، وأن نجعل المراجعة الفكرية لاجتثاث كل فكر خارجي ديدنا لنا كل يوم، نرفضه ونعرّي مبتغاه، ونلفظه من بيننا.