ثقافة وأدب

إلى ابنتي: ما لا أريد / يوسف عبيد

أنا ضعيف يا ابنتي..
أنا لست إلا مجرد صورة ..لا أتناقض ..ولا أنكر ..
ولكنني لست تلك الصورة التي علّقتِها لي على جدران روحك ..
أنا ضعيف يا ابنتي ..
أدورُ في رقصة الروتين ..أدور كأي شئ ترينه في يومك القاسي ..
أدور كقطعةِ أثاثٍ مكسورة القدم ..
كبابٍ بلا مفتاح ..يُغلق (باللقاطة)
كلعبةٍ مكسورةٍ تحتفظين بها ..فقط ..لأنني اقتطعت جزءاً من مال طعام لأؤمنها لك ..
أنا ضعيف يا ابنتي ..
مبتور ..
حين أقف فوق رأسكِ قاطب الحاجبين .. يملأ حزن الدنيا روحي ..
فتبتسمين .. فتبتسم الصورة .. ويبتسم الحزن سريعاً لرئتيك الناعمتين ..
أنا ضعيف يا ابنتي ..
أنا لست تلك الصورة ..
فاكسريها ..ولا تعلقي آمالك على كذبة اسمها إنسان ..تعظمينه ..كأناي ..
أنا لست إلا .. ما لا ترين ..
فزاعة ..تركها البشر وحيدة ..تبحث عن روح ..
فزينت نفسها بملابسٍ ليست لها ..ربما اقتطفتها عن حبال الغسيل في أزقة المخيم..
أنا ضعيف يا ابنتي …
الذنب لي ..
الحزن لي ..
لي الضياع .. بلا انقطاع ..
فاغفري لي ..جرّك خلفي الى القاع ..
أنا آسف يا ابنتي ..
لأنني قبلت على نفسي بأن اكون يوماً .. ما لا أُريد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى