لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
آراء ومقالات

أين نحن من 5 حزيران!؟ 55 عاماً على خمسة حزيران.. وشعوبنا لم تُهزم

هزيمة حزيران كانت هزيمة للنظام العربي الرسمي بالمعنى الشامل، ولكن تم تحميل نتائجها بشكل مباشر للأنظمة العسكرية والبرجوازية الوطنية في القاهرة ودمشق وبغداد، فهي التي كانت تقود المرحلة، ولم تكن تدرك دى خطورة معادلتها الشائهة؛


“أن بإمكانها أن تواجه المشروع الأمريكي الصهيوني وتنجح، بدون مشاركة شعبية حرة وواعية، وبدون مشروع تحرري وحدوي ديمقراطي”!!

ورغم إنكشاف الإرتباط السافر للرجعية العربية بالمعسكر المعادي، ودورها الملحق بمخطط هذا المعسكر وإصطفافها إلى جانب أمريكا و”إسرائيل” في هذه الحرب، إلا أنها إستطاعت الإفلات من تبعات الهزيمة، فيما أخذت تنتزع تدريجيا الدور المقرر على الصعيد القومي، مستفيدة من تراكم ثروات النفط .
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما أدرك أسباب الهزيمة، وبدأ يعمل لمحو نتائجها، تم إغتياله وإغتيال التجربة بالكامل، وكذلك تم التخلص من بومدين في الجزائر، وتوريط العراق بحروب عبثية، ثم تم غزوه! وجرى إغراق سورية بمستنقع الحرب الأهلية اللبنانية، ثم بحرب الدم والرماد الممتد لعشر سنوات!

الثورة الفلسطينية شكلت الحالة الأكثر إشراقا في معاندة الهزيمة، قبل أن يتم ضربها وإحتوائها وإختطافها!

توقيع إتفاقية كامب ديفيد، وإتفاقية أوسلو، ومعاهدة وادي عربة، جاءت إستكمالا لحلقات الهزيمة وتتويجا لغلبة المعسكر الإمبريالي- الصهيوني، والرجعية العربية وبرنامجها التابع التصفوي، ومؤشرا واضحا على التسليم بنتائج هزيمة جزيران، وتوظيفها لصالح المعسكر المعادي.

الإنتفاضة الفلسطينية، والحالة التي بلورتها المقاومة اللبنانية، وتجذيرها لنهج المقاومة الشعبية، وتصاعد الحالة الشعبية في غزة، وتبنيها للمقاومة، وتبلور المحور المقاوم وصموده، شكلت بدائل إعتراضية مؤثرة في وجه الهزيمة.. وما يجري في المنطقة من صراع وتفتيت، ليس سوى محاولات تصفية حلقات الإعتراض والمعاندة للهزيمة، وتكملة لفرض عوامل الإستسلام أمام العدوان الأمريكي- الصهيوني!؟ وبعد 55 عاما على ” النكسة “، مازلنا ندفع الأثمان.

إنهزم “العرب” في 5 حزيران، ولكن الشعب لم ينكسر ولم يستسلم، صراعنا شامل مع المشروع المعادي، وحربنا ما تزال مفتوحة ومصيرية، ولا تحتمل أكثر من منتصر واحد، وإن توسعت ساحاتها وخطوط إشتباكها، ونحن نشهد تصلب وتصاعد المقاومة الفلسطينية على كل الأرض الفلسطينية، وبكافة أشكالها، وتطور وتجذر الحاضنة الشعبية العربية.


والنصر حتمي لشعوبنا المناضلة على مساحة الوطن العربي.. هذه عدالة القضية، وجدلية التاريخ وديكتاتورية الجغرافيا.. وإرهاصات إنتصارنا واضحة لمن يرى بقلبه وعينيه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى