لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

أهداف الهجمة الصهيونية على البنك العربي

كشفت مصادر صحفية اسرائيلية عن أن عدداً مما وصفتهم بالمتضررين الإسرائيليين من الهجمات المسلحة الفلسطينية ويبلغ عددهم 1132إسرائيلي تقدموا بدعوى على البنك العربي للمطالبة بتعويضات من البنك تقدر بــ 20مليار شيكل .

الدعوى تتضمن اتهام البنك بالتعاون والدعم والمساعدة والتمويل وتعزيز الهجمات المسلحة التي أسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى الاسرائيليين . وأشار الرئيس السابق لاتحاد الصحفيين الاسرائيليين داني زاكين إلى أن المدعين الاسرائيليين أبرزوا وثائق تثبت أن المنظمات الفلسطينية فتحت حسابات مصرفية في البنك لعائلات المنفذين لتلك الهجمات . وقد تلقوا كذلك تبرعات مالية من جهات وصفت بالمعادية عبر فروع البنك ، زاعماً أن البنك اعترف بتحويل عشرات ملايين الدولارات لهذه الحسابات دون أن يكون له صلة بالمنظمات المسلحة .
وأوضح زاكين أنه في 2014وبعد سنوات طويلة من الملاحقات والنقاشات القانونية أدانت محكمة فيدرالية أمريكية ( لم يسمها ) البنك العربي يزعم معرفته بالعناصر المسلحة من حماس المسؤولين عن عشرات العمليات المسلحة بين عامي 2001ـــ 2004 وقتل فيها مواطنون أمريكيون .
وأضاف أنه في عام 2015وفي إطار البحث عن حجم التعويضات المالية تواصل البنك مع المدعين لتسوية سرية .
ولم تتوقف مساعي المدعين عند الدعوى على البنك العربي فقد قدمت عائلات القتلى دعوى مشابهة ضد السلطة الفلسطينية وذلك في تموز 2019 بزعم مسؤوليتها عن 17 عملية مسلحة فتاكة خلال الانتفاضة الثانية 2000ــ 2005 قتل فيها 34 اسرائيلي وطالبوا بتعويضات بقيمة نصف مليار شيكل . وكشف زاكين عن دعوى جديدة من قبل مئات العائلات التي قتل ابناؤها وأصيبوا في الهجمات التي نفذت بين عامي 1995 ــ 2005 وركزت على عدة عمليات أهمها ديزنغوف 1996 قتل فيها 13وأصيب 125 ، والدولفناريوم في 2001 قتل فيها 21 وأصيب 120 ، ومطعم سبارو في 2001 قتل فيها 15 وأصيب 140 ، وفندق بارك 2002وقتل فيها 30 وأصيب 60 .
وقد تضمنت الدعوى اتهام السيد عبد المجيد شومان بإقامة صندوق دعم مقاومة الشعب الفلسطيني عام 2000 ، وأنه تعهد بدفع نصف مليون دولار من جيبه الخاص فيما أكمل البنك المبلغ المتفق عليه وقدره 2 مليون دولار .
ونوه المدعون إلى أن البنك العربي يعد أحد البنوك الكبرى ويعمل من خلال 600 فرع حول العالم .
ادارة البنك سخرت من المزاعم والأكاذيب الاسرائيلية ووصفت الدعوة بأنها كيدية ولا أساس لها من النا حيتين الشكلية والقانونية ، وأوضح البنك أنه لم يتبلغ لائحة الدعوة مشيراً بأن المدعين كانوا قد لجأوا إلى المحاكم الأمريكية عام 2004 وصدرت قرارات قطعية لصالح البنك وكانت آخر هذه الأحكام قراراً نهائياً في 24ـ 4ـ 2018 عن المحكمة العليا الأمريكية أعلى محكمة في الولايات المتحدة .
في ظل هذه المعطيات لا بد أن يتساءل المرء
لماذا الآن 7ــ 1ــ 2020 أي بعد 15 سنة يثار هذا الموضوع ؟
ما هي الأهداف الحقيقية لإثارته ؟
لا شك أن الكيان الصهيوني عندما يلجأ إلى تجميع هذا العدد من الاسرائيليين ، والله أعلم كم بذلوا من جهد ووقت لتجميعهم وتجميع المذكرات الخاصة بالدعوى والحصول على الاحصائيات إنما يسعى للحصول على مكاسب مالية وسياسية وكيدية انتقامية .
والذي يتتبع تاريخ اليهود ( ونقصد الصهاينة ) لا يمكن أن يعثر على شيء ايجابي ،وإنما يخرج بنتيجة أنهم عبارة عن مصاصي مال ودماء . وعلينا أن نتذكر شكسبير في مسرحيته ” تاجر البندقية ” ، وهي لم توضع عبثاً بل تعكس اخلاقية الغيتاوات ، وتعكس نظرتهم لبقية البشر ، بل نتذكر ما قاله كارل ماركس في ( المسألة اليهودية ) بأن ” إله اسرائيل المطماع هو المال ، ولا ينبغي لأي إله أن يعيش أمام هذا الاله وهو المال ، وأن المال يخفض جميع آلهة البشر ويحولها إلى سلعة ” .
حتى هناك من هم يهود مثل يائيل ديان في روايتها ( طوبى للخائفين ) تقول ( أن اسرائيل دولة قامت على الخرافة والأساطير وتزييف التاريخ )
لقد استغلت الدوائر الصهيونية الواقع العربي المتردي فأثارت مثل هذه الخزعبلات الخبيثة لكسب شرعية زائفة من ظلم مزور وقع على اليهود وأعطاهم الحق بتشكيل دولة ، كما سعوا للانتقام من بنك فلسطيني حقق نجاحات باهرة في النظام المصرفي العالمي ونسوا أن الأحق في المطالبة هم الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه وعقاراته وأمواله .
الشعب الذي فقد عشرات الآلاف من أبناءه على يد العصابات الصهيونية منذ عام 1948 ، وحقه في التعويض على عشرات المجازر في قبية ودير ياسين وغيرها وغيرها عندما كانوا يقتلون الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال .
إن إثارة مثل هذه القضية الزائفة من قبل “اسرائيل” يجب أن تشكل رسالة إلى كل الأنظمة التي تلهث للتطبيع مع هذا الكيان بأن ما يتم فعله مع الفلسطينيين لا بد وأن يأتي يوم ويفعله الكيان المتوحش معهم ، وهم منذ الآن يلمحون لحقوق يهود العراق والمغرب ومصر ، كما يلوحون بحقوقهم التاريخية في الجزيرة العربية .
لا أحد سيسلم من مطامع الصهاينة الخبثاء إذا ما استمر السكوت على بقاء هذا الكيان وبقاء جرائمه الدموية .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى