أصدقاء الوحدة الشعبية: الحزب كان مساهما رئيسياً في الحفاظ على وحدة المجتمع والدولة
أكدوا على أهمية وحدة اليسار وتنمية دورالشباب والتعبير عن مصالح الجماهير الشعبية
في الذكرى الـ28 لتأسيس حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، نخصص ملف العدد، للحديث عن هذه الذكرى من خلال كتابات لمجموعة من أصدقاء الحزب، تناولوا فيها رؤيتهم لدور الحزب وأهمية تعزيز حضوره في المرحلة القادمة، وأهم الملاحظات التي تسهم بالارتقاء به وتطويره.
الشخشير: نحو وحدة اليسار في مواجهة مشاريع سرقة الوطن
تهاني الشخشير / ناشطة طلابية سابقة والرئيسة السابقة لاتحاد المرأة الأردنية
نقف اليوم في شموخ وكبرياء ونحن نحيي الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس حزب الوحدة. هذا الحزب الذي حمل قضايا وهموم الوطن والمواطن، الذي ناضل لسنوات طويلة للدفاع عن حقوق الفقراء والكادحين، عن هموم العمال والطلاب وقضاياهم المطلبية العادلة،عن حقنا كمواطنين بالحرية والديمقراطية والحياة الكريمة ومحاربة الفساد والمفسدين.
لكن هذه المناسبة المجيدة هي فرصة حقيقية لنا للتقييم والمراجعة وللوقوف بصدق وشفافية أمام الشعارات والمهام التي يرفعها الحزب ومراجعتها بنظرة نقدية تقييمية متفحصة، والخروج بالدروس وإعادة صياغة المهام بما يتناغم مع نبض الشارع وهموم الوطن والمواطنين.
فالأزمة الاقتصادية الحادة والخانقة التي تمر بها البلاد،وإملاءات صندوق النقد الدولي واستنزاف خزينة الدولة وإغراقها بالمديونية، من تبعات السيطرة الإمبريالية الأمريكية الصهيونية على مقدرات شعبنا، وهي أيضاً نتاج نهج الحكومات المتعاقبة والسياسات الاقتصادية المتخبطة، واستشراء الفساد الإداري والمالي.إن انتهاك الحريات العامة والحقوق المدنية وسيادة القانون،وبث الروح الإقليمية والعشائرية،وسياسة التجهيل والانغلاق الفكري والثقافي والمعرفي، والانقضاض على المواقع الإلكترونية ووضع قوانين مقيدة لها.ووجود العديد من القوانين والتشريعات والتي لا تحفظ للمرأة حقها وكرامتها ومكانتها في المجتمع. كل ذلك وغيره الكثير من المظاهر الخطيرة والمعيقة للوصول الى الإصلاح والتغيير السياسي المنشود.
وترافق ذلك مع المحاولات الحثيثة لتصفية القضية الفلسطينية، والمشروع الوطني الفلسطيني،واللهاث للتطبيع مع العدو الصهيوني، مما يفرض علينا مهمة اسقاط معاهدة وادي عربة، وتعميق ثقافة مقاومة ومجابهة التطبيع مع العدو الصهيوني، من موقع الدفاع عن سيادة الأردن وعروبته.
ولذلك وأمام هذه المهام الجسام لا بد من وحدة اليسار وتكوين جبهة وطنية عريضة موحدة، من أجل الوقوف بوجه كافة محاولات سرقة الوطن والاستسلام للعدو الامبريالي الأمريكي الصهيوني، وتبني المواقف الواضحة والثابتة تجاه قضايانا الوطنية وخلق حالة اصطفاف جماهيرية واسعة حول مشروعنا الوطني والقومي.
زهران: نحو تنمية دورالشباب والزج بهم في المواقع القيادية للحزب
يونس زهران / ناشط سياسي وكاتبمن المعلوم أنني منحاز الى هذا الحزب في الساحة الأردنية لأسباب عديدة أهمها ، ما يجمعني تاريخيا مع ( الوحدة الشعبية ) من فكر و انتماء تاريخي نضالي .
إن هذا التاريخ المشترك قد رسخ لدى معظم من مر بهذه التجربة طريقة و نهجا مشتركين في تحليل الواقع السياسي و استشراف المستقبل و اجتراح الحلول لكل المعضلات السياسية و الاجتماعية .
الرفاق في حزب الوحدة الشعبية ورغم كل الظروف التي تحيط بعملهم و المعيقات التي تعترض طريقهم، و خاصة منها الموضوعية، تراهم دائما في مقدمة الصفوف سواء كان العمل احتجاجيا أو لتكريس مفهوم مطلبي معين أو إنجاز سياسي أو في المناسبات التي تتخذ كمنبر يعبر من خلاله عن الهموم الشعبية أو المطالب السياسية. مما جعلهم في نظر الأحزاب اليسارية و القومية الأخرى محط إعجاب و تقدير، و ينظر إليه أعتى خصومه السياسيين باحترام و تقدير .
إن التراث الذي يستند اليه حزب الوحدة الشعبية، و الذي أفتخر أنني أيضا أنتمي اليه منذ يفاعتي، فرض على قيادته الرزانة و عدم الرعونة في اتخاذ القرارات بعيدا عن البراغماتية أو التخاذل.
أقول و بكل محبة للرفاق في الصف القيادي و الكادري و حتى لقواعده، إن تنمية دور الشباب في أي مؤسسة كانت، و في المقدمة منها الأحزاب السياسية، تلك غير المرتبطة بأسماء شخوص. إن هذه التنمية وكذلك تعزيز دورهم يعتبر بمثابة الدماء الجديدة في الجسد.
وأعتقد أنه لم يعد بالامكان إنكار أن الأفكار الجديدة و المواكبة لروح التطور العلمي و المعرفي لا يمكن تحقيقها الا بإيلاء الشباب برعاية حقيقية و افساح المجال أمامهم ليتبوئو المراكز القيادية في العمل، وهذا بالطبع يتطلب المزيد من الايثار من قبل من هم أطول تجربة بحكم السن.
العمرو: «الوحدة الشعبية» يمثل حالة واقعية للتعبير عن مصالح الجماهير الشعبية
سالم العمرو / ناشط سياسيجاءت انطلاقة حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، استجابة لمرحلة سياسية جديدة، محملة بآمال وطموحات عظيمة، طالما انتظرها شعبنا.
لقد استفاد الحزب من الهامش الديمقراطي في ممارساته وأنشطته، وساهمت شبيبة الحزب في خدمة المجتمع المحلي في مناطق عديدة من الوطن.
لقد كانت التوقعات في بداية الانطلاقة، أنها فرصة عظيمة أمام الحزب للتوسع التنظيمي وبناء حزب جماهيري واسع الانتشار، للتعبير عن قضايا ومطالب الجماهير بما فيها السياسي والمطلبي اليومي. كما كانت مشاركات الحزب واضحة في كافة المفاصل الوطنية، إضافة إلى تحالفاته المبدئية مع الأحزاب القومية واليسارية والقوى الوطنية، رغم الإشكالات في المواقف وتباين الآراء في ما يخص ثورات الربيع العربي المزيفة. حيث يسجل للحزب أنه استجاب للتحالفات المرحلية دون مزايدة أو تقلب في الموقف.
وأرى أن حزب الوحدة الشعبية يمثل حالة واقعية وممكنة وفرصة للتعبير عن مصالح الجماهير الشعبية، بعيداً عن إشكاليات الهويات الفرعية والمناطقية، والتعبير المتحضر عن خصوصية العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني .. هذه العلاقة الموثقة بالدم والمصاهرة ووحدة الحال والمصير، خاصة وأننا نواجه مشاريع تستهدف وجودنا جميعاً.
في الختام أوجه التحية للحزب وقيادته وشبيبته الواعية ولكل مناضل شريف في أمتنا العربية.
استانبولي: الحزب فكرة إما أن تكون مفتاحاً للحل أو الإغلاق
حاتم استانبولي / كاتب وناشط سياسيتاتي الذكرى الـ28 لحزب الوحدة الشعبية في ظل ظروف محلية واقليمية ودولية تتكالب فيها الهجمة الامبريالية على شعوب المنطقة وتتركز على جهودها من اجل محاولات انهاء القضية الفلسطينية .
حزب الوحدة الشعبية فكرة تبلورت منذ اواسط العقد الثامن من القرن الماضي من اجل تعديل وتطوير مهام النضال الوطني التحرري ولما للاردن من خصوصية تاريحية كان من الضرورة توحيد مهام النضال بشقيها الوطني التحرري والديمقراطي واغلاق الباب نهائيا امام محاولات التلاعب بالمكون المشترك المتداخل على ضفتي نهر الاردن لذلك اطلق اسمه حزب الوحدة الشعبية بما تعنيه هذه الكلمة من معنى وحدوي وطني مستند الى قاعدة شعبية عريضة ممتدة في الوجدان الشعبي .
إن اأم إنجاز لحزب الوحدة الشعبية ولخصوصية امتداده التاريخي لعبه دورا محوريا في الحفاظ على المعاني الوحدوية لاسمه وأغلق الباب بين تيارين كان كل منهما يريد ان ياخذه الى إحدى الضفتين.
حزب الوحدة الشعبية مكون سياسي يستند الى تيار اجتماعي عريض بجناحين يحملان القضية الوطنية الديمقراطية التحررية كمهمة لا يمكن انجازها الا بالعمل الوحدوي المشترك.
إن أداة انجاز هذه المهمة يكون بان يقوم الحزب بتركيز جهوده واولوياته في حشد اوسع تحالف وطني ديمقراطي ليكون نواة لتاسيس جبهة وطنية عريضة اولى مهماتها هي انجاز رؤية وطنية شاملة عنوانها الجفاظ على الدولة كصيغة جامعة وتعميق ديمقراطية النظام ليكون انعكاسا للوحة التوازنات الاجتماعية التي ستعمق وحدة المجتمع امام كل المحاولات الجارية من اجل النيل من صيغة الدولة واشاعة الفوضى لتمرير انهاء القضية الوطنية الفلسطينية.
حزب الوحدة الشعبية فكرة كبيرة وهي مدخل إذا ما أدركت آليات تحويلها لفكرة ملموسة عبر إنجاز مهمة التحول الوطني الديمقراطي التحرري بكل ما تعنيه من معاني على قاعدة الحفاظ على وحدة المجتمع وصيغة الدولة والوقوف بحزم أمام كافة الافكار التي تحاول ان تاخذ المجتمع والدولة الى التشتت والتفيت.
يكفي حزب الوحدة في ذكرى تأسيسه أنه كان مساهما هاما في الحفالظ على وحدة المجتمع في اطار الحفاظ على الدولة. إن رؤية البعض للحزب من خلال خلفية انتماء أعضائه (الإقليمي بالاتجاهين) هي رؤية قاصرة كانت للبعض داخل الحزب أو خارجه.