أزمة الكيان الصهيوني والتطبيع
يمر نتنياهو شخصيًا والنظام السياسي الاسرائيلي في أزمة شاملة،تتجلى في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصحي والثقافي والإعلامي.
وقد عبرالمتظاهرون الذين ينظمون منذ أسابيع مظاهرات منتظمة، في أيام السبت، في هتافاتهم عن تلك الأزمة، وقد تواصلت التظاهرات أمام مقر إقامة رئيس الحكومة، في ساحة بلفور، وفي ساحة باريس المجاورة في القدس، وأمام منزل نتنياهو الخاص في قيسارية، وعلى الجسور ومحاور الطرق في حوالي 300 نقطة بمختلف أنحاء البلادرافعين الأعلام واللافتات، ويقرعون الطبول، وقاموا بعكس كتابات بواسطة الليزر على الجدران، ضد نتنياهو وطالبوه بالاستقالة، ورفعوا شعارات كتب عليها “أيها الفاسدون سئمنا منكم”، وغيرها، وحسب التقديرات فإن عدد المتظاهرين يتراوح بين 10و15 ألف متظاهر. وانضم إلى المتظاهرين:المستقلون، إلى جانب حركة الرايات السوداءو”الحركة من اجل جودة الحكم”، وغيرهم.
وبسبب التغطية الإعلامية لتلك المظاهرات اتخذ نتنياهو موقفًا عدائيًّا تجاه الإعلام، وكان يعيش في أزمة في التعامل مع وسائل الإعلام لتغطيتهاحول تورطه في قضايا فساد عديدة.
وقد انتقدها في تغطية الاحتجاجات، وزعم أنها تضخمها وتغذيها،واتهم محطات الأخبار التلفزيونية، بتقديم الدعاية السياسية لمظاهرات اليسار الفوضوي.
من جهة اخرى، أظهر استطلاع للرأي،أجرته قيادة الجبهة الداخلية، وجود مشكلة كبيرة في ثقة الجمهور بمعالجة السلطات لأزمة كورونا، وقال 19٪ فقط من المشاركين في الاستطلاع إنهم يثقون بسلطات الدولة.
وقد أفادت معطيات نشرتها وزارة الصحة الإسرائيلية في 23/8 أن حصيلة الوفيات ارتفعت إلى 825، وارتفع عدد المصابين منذ بداية انتشار الفيروس إلى 102,150 شخصا، ويبلغ عدد المصابين الحاليين بالفيروس 22,022شخصًا.
وشكلت أزمة الصحة أزمة اقتصادية أيضًا، فتنبأت وزارة المالية خلال شهر آب بأن الاقتصاد الإسرائيلي قد يستغرق خمس سنوات حتى يتعافى من ضربة جائحة كورونا،
وسترتفع البطالة إلى 15% بنهاية العام، وسينكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.2%.
وأزمة مع رجال الدين وأتباعهم، حيث أطلق “مؤتمرالحاخامات لإنقاذ الأرواح” حملة لمكافحة “صفقة القرن”، لأنها “تقود إلى قيام دولة فلسطينية”. فأصدر 400 حاخام حكمًا يمنع المفاوضات “لتسليم أجزاء من أرض إسرائيل لأعدائنا”.
كل ذلك وغيره، يجري في ظل أزمة سياسية داخلية في حكومة ناتنياهو،وقد أدت المواجهة المحتدمة بين حزبي “أزرق – أبيض” و”الليكود” إلى إلغاء اجتماع مجلس وزراء أسبوعي، للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، بسبب أزمة ائتلافية أوصلت الحكومة إلى حافة الانهيار بسبب عدم التزام نتنياهو بالصفقة المتفق عليها.
ومع تلويح احتمال إجراء انتخابات جديدة في الأفق، دعت عضو الكنيست من حزب “ميرتس” تمار زاندبرغ يوم السبت “أزرق أبيض” للتخلي عن نتنياهو وتشكيل حكومة بديلة، مدعية أن هناك أغلبية في الكنيست للقيام بذلك.
وجاء تطبيع الإمارات ليدعم نتنياهو في اتفاقيات سياسية واقتصادية وصحية… وينقذ نتنياهو وحكومته من الانهيار.