مقالات

“أحد التوبة” في الجلسة الإسفنجية / وليد حسني

يناقش مجلس النواب موجات الغلاء ورفع الاسعار والضرائب في جلسة مناقشة يوم الأحد المقبل لن تكون اي من قراراتها او حتى توصياتها ملزمة للحكومة باي حال من الأحوال ما لم يقم النواب بالزام الحكومة بالتنفيذ وربط ذلك بحجب الثقة عنها.

إذن نحن امام مهرجان خطابي الأحد المقبل قد يتحدث فيه ما لا يقل عن 50% من النواب لن يتورع اي واحد منهم عن انتقاد السياسات الحكومية، وانتقاد رفع الأسعار بل أن عشرات الأصوات العالية سترددها جنبات قبة مجلس الأمة تشتكي الحكومة الى الله، وتعلن انحياز اصحابها الى قوت الشعب وفقرائه.

ومن المؤكد ان جلسة الأحد المقبل هي جلسة اسفنجية بامتياز يستهدف النواب فيها امتصاص نقمة الناخبين عليهم، فهم في الأول والتالي من قاموا بتمرير كل السياسات الحكومية والقرارات التي طالت رفع الأسعار والمزيد من الضرائب كل ما يمس حياة الأردنيين بدءا بالخبز وانتهاء بالملح مرورا بالأدوية وبالسيارات التي افتتن العقل الإقتصادي الأردني وربط جمركها بالكيلو..الخ.

وللحقيقة فان النواب ومنذ أن أقروا بسهولة ويسر مشروع قانون الموازنة نهاية شهر كانون اول الماضي وهم آخر من ترمش عيونهم وهم يشاهدون بمحاجرهم الجاحظة مجمل الحال التي وصلت البلد اليها، ووصل الاردنيون اليها جراء جلسة المباركة الناعمة التي صرفها النواب للحكومة ولبرنامج اصلاحها الإقتصادي الذي تحول الى موجة كارثية على المواطنين.

والطريف في قصة جلسة الأحد المقبل أنها لن تكون جلسة”أحد التوبة” ولن يعلن احد من النواب ممن بارك الموازنة بالتصويت، او باركها بالصمت، او حتى باركها بالانسحاب والمقاطعة عن الندم والتوبة وطلب الغفران من المواطنين، لن يجرؤ أحد على هذا أبدا، ولن تقول الحكومة لأحد منهم شكرا لكم لأنكم كنتم شركاءنا ، لكنها ستصمت أمام ما ستسمعه من انتقادات تدرك جيد انها مجرد ذر الرماد في العيون.

في مجلس النواب يبدو المشهد كوميديا بشكل منقطع النظير، هناك الذين باركوا الموازنة ورفع الاسعار ، وهناك من لم يرفع الصوت ضدها، والى جانبهم يرقد من قاطع جلسة التصويت، والجميع يتباكون على المواطنين، في مشهد لن ترى فيه ما يشبع غرورك بتصديق بعض ملامح هذه الصورة السريالية التي توجها نواب الحركة الاسلامية الاحد الماضي عندما اعلنوا عن توقيع مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة بسبب سياساتها الاقتصادية وهم يدركون جيدا ان احدا لن يصدقهم..

الأحد المقبل لن يشهد بالمطلق جلسة لإعلان التوبة وطلب الغفران والصفح، ولن تكون تلك الجلسة الإسفنجية غير جزء من مسلسل نيابي متواصل يستهدف المزيد من الضحك على المواطنين وخداعهم.. الحكومة المنتصرة لن تمانع أبدا في ان تكون جلسة الأحد من قبيل الجلسات الإسفنجية التي تستهدف مراضاة النواب ومنهم مساحة حرة يسيلون فيها شتما ونقدا وتبريحا وتجريحا

نقلا عن الأنباط

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى