أبو خليل يوقّع كتاب “الموشح في مسالك الناخب والمرشح” ويعرّي “الصوت الواحد
في توقيت “مقصود”، أصدر الكاتب الساخر والأنثروبولوجي أحمد أبو خليل كتابه “المرشح في مسالك الناخب والمرشح”، وذلك بالتزامن مع بدء التحضيرات لانتخابات مجلس النواب.
يبدأ أبو خليل كتابه برسالة تعكس أحد أهم أهداف إصدار الكتاب، فيقوم بإهداء هذا الكتاب إلى يعقوب زيادين “وطنياً أردنياً عابراً للعشائر والطوائف والمناطق.. والأحزاب”، في إشارة إلى انتخابات برلمان 1956 وفوز الرفيق يعقوب زيادين “الكركي المسيحي” بمقعد مدينة القدس في البرلمان.
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول تحت عنوان القول الفصيح في الترسيب والتنجيح، حيث يتطرق إلى أدوات نجاح المرشحين في ظل قانون الصوت الواحد، ويرصد من مشاهداته وبأسلوب ساخر هذه الأدوات من “المفاتيح الانتخابية عند الحداد”، مروراً بالثقل العشائري “إحنا مالنا” والدعم الحكومي “جماعة الدولة ودولة الجماعة”، وانتهاءً بالمناسف و”التكليف والتشريب”، إضافة إلى رصد الشعارات والخطابات وآليات الانسحاب و”الحردنة”… الخ.
يقول أبو خليل: ونسمي تجهيز المناسف تكليفاً، ويعاب الشخص الذي لا يملك ما يكفي لــ “تكليف منسف”. لا عجب إذن أن النيابة “تكليف” لا تشريف ولا “تشريب”.
في القسم الثاني من كتابه الممتع، يتحدث الكاتب أحمد أبو خليل عن “المال السياسي وسخ أيادي سياسي”، حيث يتناول موضوع “المال السياسي الذي يخلو من السياسة” وعن شراء الأصوات و”حرق أسعار في سوق الأصوات”. إضافة إلى الحديث عن تزوير الانتخابات و”خصخصتها”. ويختم بالحديث حول النائب الذي وصل إلى كرسي النيابة “بفلوسه”.
أما القسم الثالث والذي يحمل عنوان “شيء من الكلام الوقور لا يضر”، فيتحدث أبو خليل بعيداً عن السخرية التي انتهجها في القسمين الأولين عن الانتخابات تاريخياً بشكل تفصيلي ويتطرق إلى الصوت الواحد، كما يأتي بأمثلة من واقع رصده كأنثروبولوجي على ما فعله قانون الصوت الواحد من تعزيز للعشائرية والمناطقية والتي لم تعد محصورة في منطقة أو محافظة، بل أضحت سمة عابرة للمناطق.
يقول أبو خليل أن قانون الصوت الواحد لم يعد مجرد قانون انتخابات، فقد انتشرت ثقافة الصوت الواحد. حيث يشرح كيف انتقلت هذه الثقافة لتصل إلى الجامعات ويكشف عن حوارات أجراها مع طلبة يتباهون باتفاق العشيرة على مرشح واحد، وأنهم “استطاعوا” عكس ذلك على انتخابات مجالس الطلبة من خلال الاتفاق على مرشح للعشيرة في كليتهم!!
كتاب “الموشح في مسالك الناخب والمرشح” يستحق القراءة والتمعن في محتوياته لنعرف ونتعرف أكثر على حقيقة ما آلت إليه أوضاعنا بعد 23 عاماً من “الصوت الواحد”.