يومياتي مع كورونا
بدأ المنبه بالرنين، تذكيرا بأنه هناك حصة يجب علي حضورها، فقد بدأنا التعلم إلكترونيا لما فعلته كورونا بنا، أخرجت كتابي والقلم لتحديد ما هو مهم، ونسيت إغلاق «المايك»، بدأت تدور في ذهني بعض الأغاني، وفورا بدأ يرددها لساني، وإذ بصوت ضحكات المعلمة تعلوا، قالت مازحة: إنه درس و ليس برنامجا لعرض المواهب، يا أم كلثوم، ليس لديك وقت للعتاب، و نحن ليس لدينا وقت لسماع صوتك الجميل، اعتذرت على الفور وقمت بإغلاق «المايك»، حمدا لله أنهم لم يشاهدوا وجهي في ذلك الحين، احمرت وجنتاي بشكل كبير، كم كان موقفا محرجا!، لم أقصد حدوث ذلك، لكنه ما حدث، كنا نحب العطل لأنها تخلو من الحصص، أما الآن نريد العودة للحصص بسبب ملل العطل، لرؤية معلماتنا، لعناق صديقاتنا، للجلوس مع أحبتنا، كم هو من المزعج القيام بالأفعال ذاتها لمرات عدة، لفترات طويلة، إنه روتينن ممل ينشر الكآبة والخمول.
لحظة واحدة !، لماذا ننظر دائما للنقطة السوداء في الصفحة البيضاء ؟ إنه حدث مزعج، لكن له فوائد عدة، فقد ساعدت هذه الجائحة على وجود التعلم عن بعد، على جلوس العائلة معا عوضا عن انشغال الجميع، ساعدتنا بمعرفة قيمة الحرية، حينما لم نستطع الحراك، إنها أفعال بسيطة، لكن الجمال يكمن في التفاصيل، ما من شيء يحدث دون سبب، و ما من فعل يحدث إلا و له رد فعل، كنا بحاحة ماسة لكورونا، لنعرف نعم الله التي وجدت، لنجلس سويا كعائلة محبة، لنتعرف على انفسنا أكثر، و لنختبر قوة التحمل لدينا، كم تحملت الأرض من تلوث ؟! وها هو ثقب الأوزون على وشك الذهاب، فهو جرح في السماء على وشك التعافي، كجرح في يدك يريد الإلتئام، ما قام الإنسان بتدميره خلال مئات السنين، أصلحه فايروس كورونا بعدة أشهر!!.