نظرة على التشكيل ”الفلسطيني” حاضرا وتجليات النكبة، المسرد (1)
شيخوخة النكبة …
مرت ذكرى النكبة الثانية والسبعون ،على منطقتنا ونفوسنا على أبشع ما يكون من إرتماءات واهتراء حتى وريقة التوت، مع غياب وتغييب دول الجوار حكومات وشعب، نستذكر أن الأمر بدأ منذ حوالي عقدين من الزمان تحت شعار» نحن أولاً «، مما ساهم بتكريس هذه المشاعر والمجاهرة الآن بصوت عال على تقزيم دور قضيتنا وشعبنا المحوريين ، ولولا بعض الأصوات المتبقية من روح زمن سابق ، لكان علينا وعلى الدنيا السلام، وإني لأعتقد أننا ويا للطامة الكبرى، سندخل العقود الأخيرة من النصف الأول من القرن الواحد والعشرين، ونحن بضعة أصوات، بينما كان النشاز سابقا في نهايات القرن العشرين بضعة أصوات، لقد بدأت الطروحات الفاجرة وسقوط كل غطاء ، تهتك المسامع، مسلسلات، منشورات لفنانين، الفكاهات المتداولة، كل ذلك استبعد الإحساس والتفاعل مع جوهر صراعنا الوجودي مع الكيان المصطنع والمحتل ، ولربما أن الإعلام المرئي والترفيهي لهو أوضح إلتصاقا بمؤسساته المرتبطة أصلا بالدعم المالي ، هو ما يفسر وضوح الطرح و نشازه.
سأعرض في عجالة تمهيدية وومضية معاشة، كيف يتمظهر مفهوم النكبة وتجلياته في الآن التشكيلي من خلال نموذجين وقراءتين معاصرتين، القبل الآن والآن، المحتك والمضاء «من خلال معرفتي الملموسة والشخصية والعيانية «، وكيفية ترديه البدأت مرحليا منذ تلقي المعارف الأكاديمية وسبل تطويرها والبحث في التقانات وأسئلة الوجود والمواقف الأقل شأنا حول المصير لترتفع إلى حيز إرتباطها بالإنتماء والهوية.
هكذا تعارفنا على زملاء الإختصاص والدورة والسنوات المتقدمة وزملاء السنوات القبل و البعد، ومن حضور المعارض والحفلات والأمسيات والفعاليات إلى القراءة النهمة لغالبية ما استطعنا الوصول إليه من منتج الفكر البشري، وتضاف إليها المتابعة للصحف والمجلات والمنشورات، ويتجلى في أعظمه بعض من الحوارات التي لا تخلو حدةً في بعضها، هكذا وفي هذا الوسط الموار بالحركة العمرية والتشكل تعرفنا إلى زملاء الدراسة الجامعية، وقد استطاعوا بجهدهم الدؤوب وبظروف عصيبة أن ينشؤوا بكتاباتهم ومتابعاتهم الحالة الواجب أن تكون.
الغيابات
لقد أغنت الكتابات النقدية الذاكرة التوثيقية للفن، -وخصوصا التشكيلي- لزميلين تعاصرنا وإياهم في فترة الدراسة الجامعية وتقاسمنا الهموم والأحلام لجيل أبى إلا أن يكون له المضمار، ومنهم من ترجل عن صهوته باكرا وفي جعبته ومخزونه الكثير. كما الفنان التشكيلي والباحث الناقد عبدالله أبو راشد رحمة وسلاما لروحه، والذي تحادثنا قبيل وفاته بفترة قصيرة. والذي سيكون لنا معه وقفة استجلائية لمجمل كتاباته الصحفية المنشورة ونوعا من البيبلوغرافيا القصيرة لمسيرته وخصوصا التشكيلية.
والفنان التشكيلي والباحث غازي أنعيم الذي يتابع تضويئه المحظور والضبابي في وجه طغيان النسيان الصعب على ذاكرتنا الفنية الحالية ، وإن كان هذا الجلاء والتضويء ينبع من الحس العالي والأولي لمشاعر الإنتماء الراسخة الجذور لديهم حتى أضحت لدى معظم فناني الجيل للقرن المنصرم الهوية والحضور، وسأذكر بعضا منهم ممن تعرفت بهم شخصيا وكانوا إما زملاء دراسة أو تعرفنا في بعض من التقاطعات ،كما الراحل مصطفى الحلاج، محمد الوهيبي لروحه السلام، والمرحوم عبد العزيز إبراهيم ، وبالطبع الناقد المرحوم عبدالله أبو راشد ، بسام أبو الحيات، غازي أنعيم، محمود السعدي، عدنان حميدة، زكريا شريف (زيكوف)، زكي سلام، سليمان العلي، عماد رشدان، أكثم طلاع، علي الكفري ومحمد الركوعي الذي التقيته في معرضه الأول في دمشق.
وفيما يلي استعراض توثيقي يستبان منه مدى عمق القضية المحورية الهم والرؤية في وجدان الفنانين التشكيليين المذكوريين، ولن يسعنا إلا أن نذكر بعضا من الأعلام التشكيليين الذين أسهبوا في المسارمن خارج دائرة المعرفة الملموسة والشخصية، «والمواد نقلا عن عدة مواقع «….
لذلك ستكون المادة الهامش والمراجعات أكبر حجما من المادة الشخصية «التي إعتمدت بها الإنتقاء والتصفية والإعداد في الأغلب وذيلت التدوين بالهوامش والتوثيق»، التي تشبه الإشارة الى الحدث، وسأعرض في المحور الأول على التجارب التي سميت « الكتابية النقدية التشكيلية « بداية.
** لقد مر الفن التشكيلي للمنطقة وحاملي شعلتها وموقفه من النكبة بمسارات وتحولات حتى الراهن وبرزت اسماء تشكيليين جسدوا آمال وآلام الجموع البشرية …..10-1
** وهناك لوحات جسدت النكبة وكان لها الانتشار والحضور، أكثرمن أصحابها من الفنانين أنفسهم ، وبقيت أيقونة وتحولت إلى تراث شعبي خالية من اسم مبدعها،
كما لوحة جمل المحامل
ولوحة البرتقال المر»الحزين»
** «تجدر الإشارة، إلى أنّ العديد من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، من مخيّمات اليرموك وخان الشيح وعموم مخيّمات سوريا، قد طالهم التهجير من ضمن الآلاف من فلسطينيي سوريا، كما تعرّضت منازلهم ومراسمهم للتدمير والنهب.»****
** وفي الظلال التي تنتشر يبرز بالمقابل بعض ضوء دافىء، تقرير:
«رابطة الفنانين التشكيليين في أوروبا» مبادرة للم شمل الفنانين الفلسطينيين في العام الماضي 2019.
** وعن واقع ومعاناة الفلسطينيين وإبراز أوضاعهم الصعبة في غزة نشرت ”القدس العربي”:
رسم الفنان الفلسطيني علي الجبالي 10 لوحات بعنوان “الحالمون بين الركام” على بقايا جدران إحدى البنايات المجمع الإيطالي التي دمرتها الغارات الإسرائيلية في غزة.
** وهكذا نماذج من المقتطفات الإعلامية السابقة، يتجلى الراهن التشكيلي الغير بعيد أصلا عن مفاعيل الانكسارات، محاولا ترميم أو جبر ما يمكن جبره.
على ان نتابع التضويء في المسرد الثاني الفنانين والناقدين التشكيليين المرحوم عبدالله أبو راشد وغازي انعيم .