مقالات

لماذا الآن؟!!

الهبة  الإعلامية حول نشاط حزب الوحدة الشعبية باحياء ذكرى إغتيال القيادي في الجبهة الشعبية أبو علي مصطفى من قبل إسرائيل بعد عودة للضفة الغربيه، تلك الهوبرة الإعلامية غير مفهومة في إطارها من حيث التوقيت وطبيعة الطرح.. الرجل قضى اغتيالا على يد العدو الإسرائيلي ، وما محاولات الربط بين احياء الذكرى وماضي الرجل وموقفه خلال فتنة أيلول، إلا تعبيرا عن بؤس ما وصل إليه الوعي السياسي ودلالة على حجم الإختراق في مواقع التواصل الاجتماعي بأدوات ومسميات نرى نفسها ملكية أكثر من الملك و وطنية أكثر من الوطن.

فمن حيث الموقف السياسي كان الرجل في موقع اختارته الأحداث أن يكون فيه، وفي حدث تجاوزه الوطن بوعيه الجمعي إلا أولئك الذين يصرون على النفخ في بوق صهيون دون إدراك ووعي، لأن كثيرون ممن تحدث ومن مدعي النقاء الوطني عبر الغمز من قنوات الجهوية والمناطقية يجهلون بل وأجزم أن أحدا منهم لم يقرأ تلك المرحلة قراءة سياسية، وهم ممن جنبهم الله شرور تلك اللحظة وما ذلك يستمتعون باستحضار شرارها.

أبو علي مصطفى وان كنت اختلف مع بعض تصورات نهجه السياسي إلا أنه كان جزءا من مرحلة كانت التقسيم فيها سياسيا وفكريا وليس مناطقيا أو غربا وشرقا، وأظن أن كثيرون يجهلون أن هناك كثيرون ممن كانوا في الصف الأخر كانوا من أبناء عشائر وقبائل أردنية وشعاراتهم السياسية كانت أقسى وأشد  تجاه الدولة والنظام في حينه ومع ذلك أستلم وتسلم بعضهم مواقع سيادية لاحقا بل وفرش لهم البساط الأحمر والأبواب المغلفة.

فيا سادتي، احمدوا الله الذين جنبكم شرور وشرار تلك الفتنة المقبورة، فنحن نتاج وطن سر استمراره ونجاحه ذاك النهج الوسطي في الحياة السياسية قيادتا وشعبا وقوى وطنية، فلماذاولصالح من يتم النفخ في أبواق الفتنة المقبورة من أشخاص وجهات لم تحياها ولم تعيها.  وكفى استحضار أسماء ورموز لو حضرت أو كانت بيننا ما قبلت بهذه الطروحات.

نحن وطن فاق يومآ من حلم الوحدة على أنغام النكبه فتوحد المصير جبرا لا خيارا.

أخيرا لدينا  في هذآ الوطن ما يكفي في حاضرنا ومستقبلنا لكي يشغلنا، والتحديات أمامنا جسيمة في زمن مفردات القسمة والمكونات والمظلوميات وثارات الوهم، ومحيط نهشته  ودمرته شعارات الأوهام الكاذبه.

عامر الحباشنة رئيس فرع نقابة المهندسين في العقبة
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى