آراء ومقالاتمقالات

قراءة في الأحزاب ونشأتها وانعكاسها على الواقع

عاد الحديث عن قانون جديد للأحزاب أو تعديل ما هو قائم، لينبعث بشكل واضح الاستهداف لمجمل الحياة الحزبية ويترافق مع ذلك تشجيع الكتل البرلمانية للإنتقال إلى صيغ الأحزاب .

والحقيقة أن الحديث عن هذه المسألة ليست حديثة بل إن أي قراءة تاريخية لنشأة الأحزاب سيجد أن هناك أصل انتخابي وبرلماني للأحزاب بدأت بتشكل الكتل الانتخابية للبرلمانيين المتجاورين جغرافيا، وبعض التوافق على قضايا مشتركة.

وهناك أصل خارجي أي خارج التشكيلة البرلمانية مثل (النقابات، الكنيسة، تعاونيات زراعية، مفكرين، محاربين قدامى… ) .

في كتاب له تحدث موريس دفرجييه عن الأحزاب السياسية وتأثير النشأة على اهتماماتها، فهو يرى أن الأحزاب ذات النشأة البرلمانية تعتبر الحصول على المقاعد هو فى حياة الحزب، ويشير الكاتب إلى حجم الرشوة والفساد الذى ترافق مع تلك النشأة لضمان المقاعد، فهو يرى أن الأحزاب ذات النشأة البرلمانية تعتبر الحصول على المقاعد هو الأساس في حياة الحزب، ويشير الكاتب إلى حجم الرشوة والفساد الذي ترافق مع تلك النشأة لضمان المقاعد .

أما الأحزاب ذات النشأة الخارجية عن البرلمان (من النقابات، الكنيسه والعقائد والمحاربين القدامى، تعاونيات زراعية) بالإضافة لأهمية الصراع الإنتخابي والبرلماني فإن هذة الأحزاب تعمل على بعث القيم الفكرية والتربوية وتجعل لهما مكانا أكثر أهمية من المعارك الإنتخابية .

من هنا فإن التدقيق على تجريد الأحزاب من أي بعد عقائدي والتركيز على الطابع البرامجي للأحزاب ليس إلا وسيلة لتحويل الأحزاب إلى مجرد حالة هلامية رخوة فاقدة للشكل، فالأحزاب العقائدية حينما تركز على الجانب العقائدي فهي تعني تحديد اتجاهات الحزب وانحيازات الحزب والشرائح الطبقية التي يستهدفها في نشاطه .

نحن نعيش حالة صعبة تتعرض فيها الأحزاب إلى حملة شرسة من التشويه بحيث تتحول إلى حالة ديكورية غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها.

بواسطة
حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني
المصدر
د. سعيد ذياب
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى