غزة تقول للعالم … يا وحدنا !
تناولنا في زاوية السوشل ميديا في الأعداد السابقة من «نداء الوطن» ما يجري من احتجاجات جابت شوارع الدول العربية وما بين مؤيدٍ ومعارض هنالك دائماً من يسعى لتحييد البوصلة عن القضية المركزية #فلسطين .
يمارس الإحتلال الصهيوني على مدار ما يزيد عن 70 عامًا كافة أنواع البطش والعربدة تجاه الشعب الفلسطيني يمارس عنجهيته وكافة سياساته الإجرامية والعنصرية بحق الشعب الفلسطيني .
فمؤخراً قام الإحتلال الصهيوني بإغتيال لقيادات من الجهاد الاسلامي فما كان من المقاومة إلا أن ترد بما لديها من امكانات ، فتعالت أصوات «شاذة» تطالب المقاومة بالسكوت عن جرائم الإحتلال تحت ذريعة عدم توازن القوى ، لا بد من أن المخاطر التي لطالما حذرت منها المؤسسات المناهضة للNGO’S قد باتت الآن واقعاً ملموساً ولا شك بأن ما حذّر منه ناجي العلي قد حصل وأصبحت الخيانة وجهة نظر .
مما لا شك فيه أن غزة لا تزال حصناً منيعاً يرهق الإحتلال فهناك مدينة بأكملها على أتم الإستعداد لتقديم الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الوطن ، فمهما اختلف طرفي الإنقسام ومهما قدم احدهم تنازلاً في سباقهم للحصول على السلطة والإمتيازات ، فما زال هنالك شعب ٌ حي ينبض بالعزة والكرامة .
#غزة_تحت_القصف ، ما الجديد ؟!
في زحمة الأحداث المحيطة بالوطن العربي غابت القضية الفلسطينية عن كونها القضية المركزية للشعوب ، ولعل هذا يقودنا الى التفكير جيداً حول هذه «الثورات» وأسباب رواجها بهذه السرعة الجنونية ، وترافق الأصوات الداعية للسلام مع الكيان الصهيوني بل والتبجح في طرح الرأي الذي يساوي بين من احتل الارض وبين من احتلت ارضه .
مرّت احداث غزة نوفمبر 2019 بهدوء وسكينة وكأن شيءً لم يحدث ، فهل نجحت الادارة الامريكية في مسعاها نحو «فلسطنة» القضية وازاحة البعد القومي عنها ؟!
لم يكتفي الصهيو-امريكي بزعزعة الوطن العربي من محيطه الى خليجه ، بل وحارب المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل في اشارة منه لإخماد الحق الفلسطيني بالمقاومة ودحر المحتل فتعالت أصوات الفلسطينيين والعرب بالسعي للوصول لأن تكون الصفحات الشخصية اعلاماً بديلاً في ظل التعتيم الإعلامي الممنهج .
تقول الناشطة ك.ج من لبنان «في ظل التعتيم الإعلامي، كن الإعلام البديل» اما الشاب ا.ز «على دموع الوجع و أرواح الشهداء نستفيق ، على غضب و حزن شعب الجبارين اللهم أجعلها برداً وسلاماً على غزتنا العصية على الأعداء» بدوره نشر الناشط السياسي علي الجرجاوي عبر صفحته مقطعاً من التغريبة الفلسطينية «لا تسل عن سلامته روحه فوق راحته» ، واختم بما نشرته الناشطة لينا النجار من مقطع لقصيدة درويش «»كم كنت وحدك يا ابن امي ، يا ابن اكثر من اب ، اه كم كنت وحدك ، القمح مر في حقول الاخرين ، والماء مالح ، والغيم فولاذ ، وهذا النجم جارح ، وعليك ان تحيا ، وان تعطي مقابل حبة الزيتون جلدك ، اه كم كنت وحدك» .
لربما اسوأ ما يتصوره العقل الانساني أن يموت الإنسان امام اعين اخوته وهم لا يحركون ساكناً ، احدهم يبقى متفرجاً صامتاً وآخر يكتفي بالدعاء وآخر يدين بعباراتٍ خجولة وآخر لربما يعلن ثورةً بعبارات تسر السامعين ويعقد صفقات من «تحت الطاولة» ، لكن لفسلطين 21 أخ وأخت لربما يكون الرهان على أبناء الأخوة أن تصحوا ضمائرهم للوقوف في وجه المحتل وانتزاع الكرامة .
راهن الإحتلال على مدار سنينه على أن يأتي جيلاً فاقداً للذاكرة ناكراً لحقه في الأرض وتقرير المصير ، ولكن ما زال هنالك اطفال يشكلون مشروعاً لجيفارا وصلاح الدين وعلي بن ابي طالب والحسين ، فلم ولن يقبلوا بظلم المحتل وقمع النظام ، فإلى أن يكبر هؤلاء الاطفال ويحررون الارض والعقل ، #تصبحون_على_وطن