نداؤنا

رحيل حكومة ومجيء حكومة .. ما المطلوب ؟

بدايةً نقول أن رحيل حكومة الدكتور معروف البخيت كان في حد ذاته استجابة لرغبة شعبية وبرلمانية وحزبية، لأن هذه الحكومة أخفقت في واقع الحال في الاستجابة للمطلب الشعبي للإصلاح السياسي والاقتصادي، ومواجهة ما يتعرض له الأردن من مشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية.
وبقدر ما كان الأمر كذلك، وهو كذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تجسد مطلبنا ومطلب الجبهة الوطنية بحكومة إنقاذ وطني في الحكومة الجديدة ؟
إن الإجابة بنعم أو لا، مرهونة بقبول الحكومة للمطالب الشعبية بالشروع الفوري في عملية الإصلاح، من خلال:
أولاً: إنجاز قانون انتخابات ديمقراطي يعتمد التمثيل النسبي بما يعني توفيراً للعدالة في التمثيل وتطويراً للحياة السياسية والحزبية، وإعادة النظر بكل التشريعات والقوانين التي من شأنها ضمان وحماية وتطور حريات الأفراد والجماعات.
ثانياً: استكمال اتعديلات الدستورية التي أقرت من خلال مقترحات إضافية تفضي إلى الارتقاء بآلية تشكيل الحكومات وتعزيز مبدأ الشعب مبدأ السلطات، وتقود في الآن ذاته إلى توفير شروط وضمان لمناخ ديمقراطي صحي وسليم.
ولعل وقف تدخل الأجهزة الأمنية في كل شؤون الدولة والهيمنة عليها وتحديد مسؤوليات كل المؤسسات من شأنه أن يقود إلى دولة يحترم فيها دور الهيئات والمؤسسات والالتزام بحدود كل منها.
إن قراءتنا للحكومة السابقة والتي سبقتها تدفعنا للاعتقاد أن الانتقال إلى مرحلة الاستجابة للمطالب الشعبية يعني في المقام الأول حكومة تمتلك رؤية متكاملة للإصلاح وآليات ومواعيد تنفيذه، وفي المقام الثاني، امتلاكها القدرة والإرادة السياسية على تنفيذ هذه الرؤية والبرنامج بدون أية موانع من أي جهة كانت، حتى يتسنى للشعب من مراقبتها ومحاسبتها الفعلية على الإنجاز والإخفاق وتحديد مسببات الإخفاق والقوى والأفراد الذين يعرقلون الإصلاح وإطلاق قاطرته.
إننا نعتقد أن الأردن يعيش ظروفاً صعبة وأن الاستمرار ببقاء هذه الظروف وعدم التعامل الجدي معها، سيقود البلاد إلى وضع خطير، الأمر الذي يتطلب وبشكل ملح وضروري، ترجمة ما يطرح من برنامج للنهوض بالحياة السياسية والاقتصادية لبناء أردن جديد ديمقراطي تحترم فيه حقوق المواطنة والقانون ويتعزز فيه قيم التسامح واحترام الرأي والرأي الآخر وإعادة النظر بالنهج الاقتصادي لما يقود إلى مغادرة ثقافة الاستهلاك وتعزيز ثقافة الإنتاج وقيم العمل.
يكون حكمنا على الحكومة الجديدة ودرجة التعامل معها ارتباطاً بمصداقيتها بالتنفيذ وجديتها بالعمل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى