رحيل المناضلة تيريز هلسة
رحلت المناضلة الأردنية تيريز هلسة بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، في العاصمة الأردنية عمّان، صباح اليوم السبت، عن عمر يناهز 66 عامًا، بعد حياة حافلة بالنضال والمقاومة.
وقد نعى سلمان هلسة، ابن تيريز، والدته عبر صفحتى على موقع فيسبوك، قائلًا: “فارقتنا أمي صباح اليوم بعد حياة كان عنوانها المحبة والعطاء، وصراع مع مرض السرطان الرئة. فارقتنا ولم تفارق وجهها الابتسامة، ولم تفارق للحظة كيانها القوة العجيبة، فارقتنا وما زالت روحها ترفرف على مآسي البؤساء تحارب لتخلق من البؤس جمالًا.”
من هي تيريز هلسة؟
تيريز فتاة عربية أردنية شاركت عام 1972، في خطف طائرة “سابينا” البلجيكية، إلى مطار اللد في فلسطين المحتلة، وتم تحريرها بعملية عسكرية أدت إلى استشهاد علي طه أبو سنينة، وزكريا الأطرش. وأثناء عملية السيطرة على الطائرة، جرحت تيريزا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث أصابته برصاصة في يده، عندما كان من ضمن الوحدة العسكرية الصهيونية التي كُلّفت بتحرير الطائرة. وأصيبت هلسة برصاصات عدة، حيث ألقي القبض عليها، وحُكم عليها بالسجن 220 سنة، لكن أُفرج عنها بعد 12 سنة بعملية تبادل أسرى مع العدو.
ولدت هلسة عام 1954 في البلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، وهي الثالثة بين اخواتها. انتقل والدها من مدينة الكرك إلى فلسطين عام 1946. أنهت دراستها الثانوية في مدرسة تيراسنتا الاهلية في عكّا، ثم أكملت دراستها في مجال التمريض في المستشفى الانجليزي في مدينة الناصرة.
تيريز والكفاح المسلح
قرّرت هلسة الانضمام إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن شهدت في عكا عام 1970، واقعة القبض في عرض البحر على ما عُرف لاحقًا بـ”مجموعة عكا”، والتي قُتل أحد أعضائها من أبناء عكا. وعند تشييعه، منعت قوات الاحتلال عائلته من رؤية جثته في قبل الدفن، لمنع كشف التعذيب الذي تعرض له، وروت لاحقًا ان هذه الحادثة مثلت نقطة مفصلية في قرارها، إضافة إلى تأثرها بالعمليات الفدائية الفلسطينية ضد العدو الصهيوني التي ازدادت في مطلع السبعينيات.
وفي 23 تشرين الثاني 1971، غادرت أراضي الـ 48 من دون علم عائلتها، وهربت إلى الضفة الغربية ثم إلى لبنان، برفقة شابة زميلة لها في الدراسة.
وانضمت هلسة لـ”حركة فتح”، مؤكدة أن للمرأة الحق في المقاومة والوقوف في الصفوف الأمامية. وفي 8 أيار 1972، كانت واحدة من بين أربع فدائيين شاركوا في اختطاف طائرة “سابينا” البلجيكية إلى مطار اللد في فلسطين المحتلة عام 1972.