دائرتا الإعلام والثقافة والتثقيف الحزبي تقيمان ندوة حوارية في ذكرى النكبة 75
نظمت دائرتا الثقافة والاعلام في حزب الوحدة الشعبية يوم الأحد الموافق 21/05/2023 ندوة حوارية في الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة تحت عنوان “75 عاما على النكبة.. المقاومة مستمرة والصغار لاينسون”
وافتتح د. موسى العزب عضو المكتب السياسي ومسؤول دائرة الثقافة والتثقيف الحزبي الفعالية بتكريم الشهداء وذكّر بأن النكبة لم تكن كارثة طبيعية، بل غزوة استعمارية صهيونية ظالمة لفلسطين قلب الوطن العربي الذي يربط حاضره مع مستقبلة وجناحه الأيمن مع الأيسر.
وقدم د.موسى المحاضرين، واعاد للذاكرة مقولة بن غوريون المقيتة التي اطلقها بعيد اعلان تأسيس الكيان “الكبار يموتون والصغار ينسون”، وأنه مر على ذلك أكثر من سبعة عقود تخللها عدد من الحروب والمؤامرات والهزائم، ولكن ايضا عدد من الانتفاضات والمعارك المشرفة والصمود والانتصارات، والنضال يستمر.
وتابع العزب أن مقولة بن غوريون كانت محاولة لكي الوعي تمهيدا لإقتلاع وحذف فلسطين بثقافاتها وهويتها وموروثاتها من الوعي الجمعي العربي. فشلت مقولة بن غوريون والصغار لم ينسون، وسائرون على طريق التحرير والعودة.
د. أنيس قاسم الخبير والمستشار في القانون الدولي، وعضو مجلس أمناء جامعة بير زيت قال إنه علينا استخلاص الدروس من هذه النكبة
الدرس الاول من تجربة نكبة 48: إستفاد الشعب الفلسطيني في نكسة 67 بإصراره على تمسكه بالارض ولم يهاجر، ومازال يتعلم ذلك في مخيمات اللجوء.
والدرس الثاني: في 48 اعتمدنا على الجيوش العربية وكنا نعتقد بأنها جيوش عربية، وأنها تمتلك القوة والردع، ولكننا تعلمنا الاعتماد على الذات، وهذا ما تعلمته المقاومة الفلسطينية عبر مسيرتها؛ التمسك بالارض، والاعتماد على الذات.
وأكد قاسم على اهمية عنصر الديمقراطية في العلاقات الفلسطينية البينية، لأن غياب الديمقراطية سبب لنا الكثير من المشاكل والخسائر، وأصبح قرار 242 قيدا على الشعب الفلسطيني. للاسف لم يكن هناك من يجرأ على رفع الصوت ضد اعلان دولة فلسطين الوهمي في الجزائر، ويجب أن يكون للجماهير القول الفصل في قضاياها الحيوية.
وتابع القول بأن الكبار ماتوا وبدأ الصغار يعون ويتعلمون، وأن شعبنا أنتج شيئا هاما في مسيرته اعادته الى الخريطة السياسية في العالم وهو بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإقرار الميثاق الوطني الفلسطيني، وشكلت المنظمة سابقة دولية. وتم تأكيد بأن الإستعمار الصهيوني هو غزوة استعمارية، ومايزال الميثاق الوطني يشكل العقد الاجتماعي للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجدة.
ولفت إلى أن قرار الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مراقب لم يمس ولم يؤثر على الحقوق التي اكتسبتها م.ت.ف، وهذا يعني بأن الاولوية بقيت للمنظمة.
وأن هذه المكتسبات الشعبية أُجهضت بطعنة من القيادة التي فاوضت ووقعت على اتفاقيات اوسلو والتي شكلت الفصل الثاني من مأساة النكبة، حرمت الشعب من جميع حقوقه وأن الأولوية الآن هي للاطاحة بالاتفاقية ومحاكمة من وقع.
وأضاف: هناك محاولات تيئيس لتثبيط النضال الفلسطيني ولكن الشعوب الحرة ناضلت ولم ترضخ وانتصرت في كل مواقع النضال برغم كل الصعوبات والتحديات. وأثبت الكف الشعبي بأنه يستطيع ان يواجه مخرز جبروت الاستعمار.
وقال قاسم: صحيح بأن الانقسام في الساحة الفلسطينية قد أضر بشعبنا ولكن الانقسام الحقيقي ليس الحاصل بين فتح وحماس.. حقيقة الانقسام في هو الواقع، بين الطغمة التي تقود شعبها على التنسيق الأمني، والفصائل والقوى الأخرى، وهذا لم يحصل في 2006 فحسب وانما منذ توقيع اوسلو وتصدي السلطة بشكل عنيف لمعارضي الاتفاق بالارتكاز على كهنوت جديد في الساحة الفلسطينية الذي يسمى بالتنسيق الامني والذي يعتبر بكل المقاييس عملية تجسس خيانية.
وختم حديثه بأن الدرس الأهم هو فهم لطبيعة العدو الصهيوني والتي تختلف عن طبيعة الاستعمارات الاخرى حيث يتصف الاستعمار الصهيوني بأنه استعمار احتلالي / اقتلاعي / فصل عنصري.
وبعد انتهاء مداخلة ضيف الندوة د. أنيس قاسم رحب الدكتور سعيد ذياب، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية بالحضور، وقدم شكرا لضيف الندوة على مشاركته القيمة بما قدمه من معلومات مهمة.
وقال ذياب أنه في هذه الذكرى يحضرنا أكثر من موضوع وأكثر من قضية، لكن قبل أن أبدأ ذكرتني إحدى الرفيقات في هذه المناسبة، بأن الحكيم الدكتور جورج حبش كان يستعمل تعبير: الرفض بدلا من النكبة، وأنه يجب تحويل هذه الذكرى إلى منصة، ونقطة انطلاق لتعزيز نضالنا في مواجهة هذه النكبة.
وأضاف ذياب أن النكبة، شكلت أحداثا جسيمة وخطيرة.. أبرز حدث في القرن العشرين، حيث سنين طويلة مرت صعودا وهبوطا، وقد لا نستطيع الإلمام والحديث حول هذا الموضوع بكامل تفاصيله، ولكن يبرز سؤال: ماذا نريد ونحن نتحدث عن النكبة؟
وأكد ذياب في حديثه بأن اللحظة السياسية الآنية، حيث التطبيع ومعاهدات السلام، تفرض علينا أن نسلط الضوء عليها، كما أن النكبة ليست محصورة في جغرافية فلسطين، هي نكبة للأمة العربية، ومن لا يريد أن يرى ذلك، لنستحضر سويا العناصر والقوى التي ساهمت بإقامة هذا الكيان وما هي الأدوار المنوطة بها؟ عندها سندرك جيدا، أن المواجهة مع هذا العدو يجب وبالضرورة أن تكون مواجهة قومية وأن لا تكون مقتصرة على الشعب الفلسطيني، ما يعني عندما يفزع الموريتاني مع الفلسطيني، فهذا ليس مجرد كرم أخلاق، بل هو يدافع بدوره عن سيادة واستقلال موريتانيا.
وتابع الأمين العام د. سعيد ذياب بأنه بعد إتفاق كامب ديفيد، قال المصريون للسادات: “إحنا كسبنا سينا، بس خسرنا مصر”، حيث أن هذا صحيح بالعمق وهذه الأنظمة واهمة عندما تعتقد بأنها من خلال هذه الاتفاقيات ستعيش بأمن وسلام مع هذا الكيان، وحتى نفهم بشكل أعمق، علينا الاستدلال بالتاريخ والنداءات الموجهة لليهود للتجمع في فلسطين لإنشاء دولة تحمي المصالح البريطانية.
وأضاف بأن المحطات في بريطانيا نفسها، واهتمامها بإقامة كيان في المنطقة.. دفعها لخلق جمعيات، وإنشاء صناديق، ووضع موازنات كبيرة وترتيب زيارات من أجل ذلك، من جمعية أحباء صهيون، إلى الحركة الصهيونية، ولا ننسى نداء نابليون لليهود.. ولم يكن هذا تعاطفا مع اليهود، بقدر ما هو دعوة لتأسيس لكيان استعماري، يقسم المنطقة، ويمنع توحد شعوبها ويقيم الحواجز بين دولها، ويفرض وظيفة شرطي المنطقة، لمنع نهوض الأمة.
وعلى هذا المسار جاءت إتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور، مما يدلل على خطورة المخطط الحقيقي وتبعاته وأن على الجميع أن يدركوا بأن هذا الكيان بعد أن ينجز مهمته في فلسطين ستتكشف أطماعه بإتجاه المنطقة العربية والأنظمة العربية.
وأبدى ذياب في خضم ذكرى النكبة 75، استهجانه من حجم الصدمة والقهر عندما تأتي الإمارات وبكل وقاحة، لتقيم احتفالا بذكرى إعلان الكيان في ظل ما تمر به الأمة العربية من ظروف صعبة للغاية.
واختتم ذياب حديثه بأن النكبة ليست مجرد حدث رغم ضخامتها فهي مسار، وبهذا المفهوم جاء طرح قسطنطين زريق، فالحدث الكارثة لم يأتي بين يوم وليلة، بل كان لها مقدمات وعوامل، وما تزال مفاعيلها تتواتر، وإرتداداتها تفرض حضورها في أرض الواقع، إلا أن الشعب الفلسطيني بصموده ونضاله، استطاع النجاح في كبح جماح هذا المسار، وفرملة استمرارية مفهوم النكبة الشامل، والبدء في عكس إتجاهه.
وفي نهاية الفعالية، فتح المجال للحضور لتقديم ملاحظاتهم وأسئلتهم على المحاضرين، وتم الرد عليها.