تصريح صحفي صادر عن المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية
7 أكتوبر يوم مجيد بتاريخ النضال الوطني الفلسطيني والعربي وعاماً من البطولة والصمود والتضحيات في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي
في الذكرى الأولى لعملية 7 أكتوبر نتوجه بالتحية للشعب الفلسطيني الصامد ومقاومته البطلة التي أعادت للقضية الفلسطينية حضورها كقضية وطنية تحررية، والتحية لمحور المقاومة من لبنان واليمن والعراق في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني الذي يؤكد وحدة الدم والمصير في مواجهة التحالف الصهيوني الأمريكي.
والتحية لحزب الله المقاوم الذي يواجه العدوان الصهيوني الأمريكي على لبنان الشقيق كحلقة جديدة من الصراع يتصاعد فيها العدوان ضد قوى المقاومة.
لقد أظهرت عملية 7 أكتوبر وما تلاها من عدوان الطبيعة العدوانية النازية للكيان الصهيوني المجرم من خلال حرب الإبادة والتجويع الذي ينفذها بحق الشعب الفلسطيني أمام مرأى ومسمع كل العالم، وكشفت الدور الأمريكي كشريك في العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، وبينت حجم السقوط والتداعي في النظام الرسمي العربي بالصمت والتواطئ على جريمة الإبادة والتجويع، وعجز المجتمع والمؤسسات الدولية بوقف هذه الجريمة التي تغطيها الإدارة الأمريكية والدول الغربية.
وبعد مرور عام على العملية البطولية في 7 أكتوبر، وما تلاها من عدوان صهيوني أمريكي، ما زال الشعب الفلسطيني صامداً رغم حجم الألم والمعاناة والتضحيات، وما زالت المقاومة الفلسطينية تخوض مواجهات بطولية مع قوات الاحتلال في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، لم يستطيع العدو الصهيوني تحقيق أياً من أهدافه التي حددها لعدوانه على قطاع غزة رغم امتلاكه لأحدث الأسلحة ووسائل القتل الأمريكية التي استقوى فيها على الأطفال والنساء والمدنيين العَزل في أبشع جريمة ترتكب بحق الإنسانية، وتدمير المستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة، وقتل الصحفيين وملاحقتهم لمنعهم من نقل الصورة الوحشية لحجم الجريمة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وتستمر المقاومة في الضفة الغربية المحتلة رغم استباحة قوات الاحتلال المدن والمخيمات والقتل والاعتقال وتدمير البنية التحتية، وتتصاعد العمليات الفدائية داخل الجزء المحتل من فلسطين عام 1948 وتوقع الخسائر في صفوف قطعان المستوطنيين وقوات الشرطة الصهيونية.
ونشهد الآن حلقة جديدة من تصاعد العدوان الصهيوني الأمريكي بحق الشعب اللبناني الشقيق والمقاومة اللبنانية التي يقودها حزب الله الذي شكل جبهة إسناد لغزة وللشعب الفلسطيني باستهداف قياداته السياسية والعسكرية وتوسيع دائرة العدوان لتشمل كل الأراضي اللبنانية بالقصف والتدمير في محاولة لفرض شروطه بفصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزة، لكن المقاومة اللبنانية ورغم حجم الخسارة التي واجهتها باغتيال الشهيد حسن نصر الله وعددا من القيادات السياسية والعسكرية الا أنها سجلت موقفاً بطولياً في التصدي للقوات الصهيونية التي حاولت الاقتراب والدخول الى القرى اللبنانية المحاذية لحدود فلسسطين المحتلة، وأوقعت في صفوفها عددا كبيراً من الخسائر البشرية، ووسعت المقاومة دائرة استهدافها بقصف المواقع العسكرية والمنشأت والمستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
إن الذكرى الأولى لعملية 7 أكتوبر وما تلاها من عدوان صهيوني أمريكي فرضت حقائق على الأرض لا يمكن تجاوزها أولها أن هذا الكيان الصهيوني النازي المجرم لن يهنئ باستقرار أو أمان رغم كل ما وقعه من اتفاقيات مع بعض الدول العربية من كامب ديفيد الى أوسلوا الى وادي عربة وصولا الى ما سمي السلام الإبراهيمي جاءت 7 أكتوبر لتمسح صفحات الذل والعار التي مثلتها هذه الاتفاقيات وتعيد للقضية الفلسطينية حضورها كقضية تحرر وطني، وتؤكد أن هذا الصراع لن يتوقف الا بزوال الاحتلال عن الأرض العربية، وثانيها هو دور القوى الشعبية العربية في استنهاض الحالة الجماهيرية العربية لنفض الغبار الذي علق من اتفاقيات العار مع العدو الصهيوني، وتشكيل حاضنة شعبية عربية لمحور المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق هذا المحور الذي يسجل صفحات مشرقة في تاريخنا الحديث في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي.
وعلى المستوى الوطني فإن ذكرى 7 أكتوبر تفرض علينا إعادة التأكيد على مهماتنا الوطنية بالنضال والمطالبة بقطع كل أشكال العلاقات الرسمية مع الكيان الصهيوني وإغلاق سفارته، وإلغاء الاتفاقيات الموقعة معه، وإنهاء القواعد العسكرية الأمريكية والأجنبية على الأرض الأردنية، وتحصين الجبهة الداخلية حتى نكون بمستوى التحدي الذي يواجهنا من الخطر الصهيوني السرطاني الذي يتهددنا، وذلك من خلال وقف التعدي على الحريات العامة وحرية التعبير، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسين على خلفية دعم المقاومة، لأن دعم المقاومة هو شرف لكل مواطن أردني وعربي وكل أحرار العالم.
عمان في 7 أكتوبر 2024
المكتب السياسي
حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني