بيان سياسي صادر عن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن
*المقاومة تجدد مآثرها وتؤكد أنها الخيار الاستراتيجي لجماهير الأمة في يوم شهد أربع عمليات أوقعت قتيلاً صهيونياً و14 جريحاً معظمهم من جنود الاحتلال*
*ملتقى دعم المقاومة: نتوجه بالتحية إلى الشعب الليبي وهبّته الأصيلة لرفض التطبيع وندعو النظام الرسمي العربي للتخلص من وهم رهانه الخاسر على التطبيع*
جددت المقاومة الفلسطينية الباسلة مآثرها اليوم، واستعادت أيام عنفوانها في الانتفاضتين في يوم شهد أربع عمليات أسقطت قتيلاً و14 جريحاً بينهم 10 من جنود الاحتلال، إذ اشتعلت الضفة في وجه جيش الاحتلال ومستوطنيه من شمالها إلى جنوبها بعملية الدهس عند مستوطنة حجاي جنوب الخليل ظهر الأربعاء ثم عملية الطعن في حي المصرارة في القدس، ثم عملية التفجير المشهودة شرق نابلس وأخيراً عملية الدهس غرب رام الله.
وتأتي هذه الليلة التي لم تتوقف فيها الاشتباكات في بيتونيا وبيت فجار وعزون، بعد أيامٍ فقط من عمليتي حوارة والخليل، لتبدد وهم المحتل بأن المقاومة بدأت تخفت، ولتؤكد له أن هذه المقاومة إنما تلتقط أنفاسها لتعود إليه أمضى عزيمة وأكثر قوةً وتصميماً، ولتجترح المفاجآت وتمتدّ إلى كل جغرافية الضفة الغربية، فما بدأ هاجساً في مخيم جنين في شهر 9-2021 بات اليوم كابوساً عابراً للمدن والقرى والمخيمات؛ حاضراً على كل الحواجز والطرقات الالتفافية عبر عامين من الزمن.
وإننا إذ نؤكد أن هذه المقاومة هي خيار الأمة الاستراتيجي، نتوجه من الشعب الأردني في كل مدنه وقراه وبواديه ومخيماته إلى أبطال المقاومة وعائلاتهم بتحية تقديرٍ وإكبار واعتزاز، فهم تيجان الرؤوس وأشعة النور الصاعدة لتبدد عتمة الاحتلال، ونجدد الدعوة إلى دعم مقاومتهم بكل الوسائل والأدوات المعنوية والمادية.
وأمام هذه البطولات وما تسدده للمحتل من صفعات يقف أمامها عاجزاً، فإننا ندين اللقاء التطبيعي لوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الصهيوني المجرم؛ ونتوجه بتحية الاعتزاز والتقدير إلى الشعب الليبي الأبيّ الذي لم يتأخر في رفض هذا التطبيع المُخزي، وندين في الوقت عينه عقلية التطبيع الرسمي المنبطح، الذي ما زال ينظر إلى المحتل بصفته بوابة المشروعية والمخرج من الأزمات، فإذا بالنظام الرسمي العربي يتهالك على أبواب المحتل متوهماً أن حلول أزماته هناك؛ فكيف لمن لا يملك مشروعية الوجود أن يمنحها؟! وكيف لمن يعجز عن حل أزماته أن يحُل أزماتكم؟!
أخيراً، فإننا ندين قتل الأجهزة الأمنية الفلسطينية للشهيد المقاوم عبد القادر زقدح في مخيم طولكرم، وإقدامها على إزالة الاستحكامات التي وُضعت للتصدي لاجتياحات الاحتلال، وإننا نؤكد أن كل شعوب أمتنا على رفض نهج التنسيق الأمني، وأنه لا يشكل إلا خدمةً علنية للمحتل وعدوانه، ولهذا نجدد دعوتنا للسلطة الفلسطينية أن تتخلى عنه، وأن تعترف بحقيقة سقوطه وانعدام جدواه بعد ثلاثين عاماً من الرهان البائس عليه. كما نتوجه إلى منتسبي الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأن يعيدوا حساباتهم، وأن يصطفوا ببنادقهم إلى جانب إخوانهم المقاومين من أبناء شعبهم، فخطر الاستيطان يهدد باقتلاعهم جميعاً، ومخططات تهويد الأقصى وطمس عروبة القدس تحدق بنا جميعاً.
عمان في 31-8-2023