عقدت دائرة الثقافة والاعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الاردني ندوة مساء يوم الثلاثاء، قدمها الرفيق مسؤول الدائرة الدكتور موسى العزب. وقدم المداخلات الرئيسة فيها الرفيق الباحث الاستاذ عليان عليان، والرفيق الأمين العام لحزب الوحدة الدكتور سعيد ذياب.
حيث بدأ الرفيق الدكتور موسى العزب بدعوة الحضور الحاشد والمتنوع للوقوف دقيقة صمت واعتزاز بالشهداء في غزه وفلسطين المحتلة عموما، وتوجيه التحية للمقاومة في غزه ومحور المقاومة الذي بات يدعم المقاومة في فعلها وصمودها.
ومن ثم تحدث الاستاذ عليان عليان حول الانجازات التي أحدثتها معركة طوفان الأقصى مؤكدا على امكانية التحرير التي باتت واقعا سنعيشه قريبا، مشيرا الى أن طريق المفاوضات – اوسلو- طريقا مسدود لا يمكن العودة له، كما أكد على أنه لا يوجد حل للقضية الفلسطينية سوى تحريرها من النهر للبحر، وانهاء الحديث عن حل الدولتين.
كما قدم الرفيق عليان عليان مجموعة من الأرقام والاحصاءات واصفا الاقتصادي “الاسرائيلي” والخسائر التي تعاني منها دولة الكيان بسبب العدوان على غزه.
وفي ذات السياق تحدث عن نسب التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية وعودتها القضية الرئيسة والجامعة للشعوب العربية والعالمية.
وأكد الأستاذ عليان عليان على عهر التطبيع والأنظمة المطبعة التي بحثت عن الحماية في نسج علاقات مع كيان هو نفسه غير قادر على حماية ذاته.
كما أضاف الى انه يسجل لمعركة طوفان الأقصى والمقاومة الفلسطينية، خلقها لأزمة وجودية للكيان الصهيوني بشكل رئيسي كنتيجة للمعركة القائمة، وأحد أهم افرازاتها؛ ازدياد معدل الهجرة من الكيان الصهيوني والتي بلغت أرقاما عالية جدا.
واستكمل الرفيق الامين العام الدكتور سعيد حديثه عن أهمية توقيت عملية طوفان الاقصى، أهمية عنوانها واسمها، ارتباطا بالخطط الصهيونية المدمرة والتي كانت تنوي تقسيم المسجد الأقصى، وركز على ان عملية طوفان الاقصى المرتبطة بالنضال الفلسطيني تاريخيا إلا أنها شكلت محطة استراتيجية هامة في تشكيل الصراع. وركز الرفيق سعيد ذياب على تداعيات وانعكاسات ما يحدث اليوم في غزه والمنطقة عموما على تشكيل العالم وحكوماته خاصة العربية.
كما أشار إلى الإصطفاف العالمي من الأنظمة الرأسمالية التابعة مع الكيان الصهيوني، رغم التناقض الكبير ما بين طرحهم أنفسهم كأنظمة ديمقراطية ينفصلون عن واقعهم عند نقاش القضية الفلسطينية.
وتطرق الى أهم افرازات معركة طوفان الاقصى ، من حيث التضامن مع الشعب الفلسطيني، وأهمية محكمة العدل الدولية و أن تكون “اسرائيل” في قفص الاتهام العالمي وانعكاس ذلك على صورة الكيان الصهيوني. وهذا ما انعكس على التغيير في الرأي العام العالمي والعربي واعادة السردية الفلسطينية.
وأكد الرفيق الأمين العام على أن الاحتراف القتالي للمقاومة، الشجاعة والارادة، هي التي ألحقت هزيمة حقيقية قتالية واستخباراتية بالعدو و أعطت الثقة لنا في القدرة على فهم هذا العدو.
وهذا مايفسر في المقابل الصورة الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني من أجل تدمير الانسان الفلسطيني وإلغاء الطابع الإنساني عنه ليكون مبرراً له في إرتكاب الإبادة الجماعية بحقه وإفنائه.
وفي سؤال كبير طرحه الدكتور سعيد حول دور وقدرة الهيئات الأممية على القيام بدورها، مشيرا الى أن عصبة الأمم التي تشكلت إبان الحرب العالمية الأولى لم تستطع القيام بدورها في منع الحروب في العالم، مما أدى إلى ضرورة إعادة تشكيلها وتمحور دورها بعد الحرب العالمية الثانية، والتي أفرزت هيئة الأمم المتحدة التي تقف عاجزة اليوم عن إيقاف هذه الحرب الغاشمة بسبب التعطيل الواضح والمفضوح من الادارة الامريكية واصطفافها مع الكيان الصهيوني، وهذا من وجهة نظر الرفيق الأمين العام سيطرح بالضرورة عملية إعادة تشكيل هذه الهيئات بما يضمن استقلال دورها.
وفي ختام مداخلته أكد على أن الشعب الفلسطيني اليوم ثابت ومصمم في جعل هذه الحرب إرتكازه هامه للوصول إلى التحرير الناجز.
ساد الندوة جو من النقاش والألفة حيث قدم العديد من الحضور مداخلاتهم واسئلتهم التي أغنت النقاش وعمقت المفاهيم والرؤية المستقبلية لمهام ونتائج معركة طوفان الأقصى.
